حب جارف وجرح نازف
وكانت المفاجأة أصابتني بإحباط داخلي
كانت المفاجأة التي دوت داخل أحشائي واستمرت
والتأمل ربما يصل في النهاية إلى أغوار الحقيقة وربما يرتطم بجدار حديدي
خلفه تختبئ الظلال التي يبحث عنها الضمير العاشق والذي يقف عاجز في شلل تام .
وكانت المفاجأة حب جارف وجرح نازف وأخشى تتكرر المأساة
تعطي وتظل في ملازمة ذاتية ولذلك فقد هجرت كل الطرق المؤدية
إلى بوابات الفرح المنصوبة على حديقة الحب والعشق
هجرت كل الأشياء التي تتعلق بمبدأ حبيب وبمثالية عاشق
هجرتها دون تفكير في الرجوع أو أمل في البقاء
ومنذ ذلك الوقت ظللت أعاني من تدفقات الحنين
وفي داخلي شيء لا يفسر ولا أستطيع أن أجد له حل
أو مركب ليسير في اتجاه لا يخطئ
أمرا غريب يطرأ علي بين حين وأخر احسه ولا أستطيع مقاومته
بيدا أن محاولات رفض علامات الانهزام والخوف من الماضي يجعلني
ألوذ بالظرف الطارئ على نفسي واهرب خوفا من أن أعيش واقع هزيل
قد عشت مثله أو ذقت طعمه أو تجرعت مرارته
وماذا يكون هذا الغريب غير لحظة حنين واشتياق
أعيش مثل غيري وأصارع بقوة وأنسى حب جارف وامحي جرح نازف
فالأمل في تقليب صفحات العمر روعة لا تماثلها روعة
والنبض الإنساني الذي بداخلي المتغلغل في أعماق نفسي الشاعرة المرهفة
الحساسة يعيش لحظات ما قبل البوح بداية مشوار جديد وطريق قديم وصور حديثة
ولكن هناك نداء من الداخل ينادي بصوت عال يرفض كل التسامحات والتجاوزات
والتجارب يرفض أن أعيش كما سابقي ومثل غيري
يرفض أن أضع يدي بثقة في من حولي وان افتح قلبي لمن أجده يحبني
يرفض أن أحاول مرة أخرى فهو يغار علي وهو في اشد غيرته
لأنه يريد لي البقاء في وحدة وعزلة هذا هو الغريب الذي يجني ويصارع داخلي
هذا هو الغريب الذي لا يريد لي إلا الخير وهو الباحث الأساسي لقلبي لذاتي لنفسي .
وكانت المفاجأة حب جارف حارق وجرح نازف بارق وهذا ما يؤرقني
تغير نبضي وإحساسي ونسيان جرحي النازف هذا ما يتعبني ويقلق منامي
هذا ما يجعلني أتوه في النظرة وأضيع ويتولد لدي رهبة البدء والخوف من البداية
وتذكر ماضي دفين أو اندفن وصوت ينادي ابتعد وصوت ينادي حلم جميل
عبر صدفة غير مرتقبة وأخشى الخوف وأخشى النهاية
وأخشى الأحاسيس واللعب والغش وأخشى ذبذبات داخلية بين أريد
وتجاوب مع لا أريد والبعد عن الأحاسيس
أخشى الانطلاق بقوة وبدون رادع ومشوار طويل نهايته مظلمة
درب مليء بالأشواك أخاف أن تجرحني شوكة أو أن تنغرز واحدة في داخلي
فلا هي التي خرجت ولا أنا الذي ارتحت أعيش بعذاب الألم وصرخات الوجع
ومشوار طويل كيف أقوم على تحمله
وأخشى قوة الحياة حين تتحول أحلامي إلى ذرات في الأفق البعيد
وذكريات تعتصر آلام قلبي الرهيف
أخشى كل شي فلا أنا أنا ولا تصوري هو الذي أتصور به
أخشى أن أقع ولا انهض بعدها أخشى ألم يقعدني ويجلسني دائما
فضربة في أول حياتي وضربة في منتصف عمري
وأبقى أتجرعهم وأبقى الملم ما فيهم من أسى وألم
وأخشى أن انتهي وتنتهي حياتي وثقتي وطموحي وأحلامي مع الضربة الثالثة
التي لا اعتقد أنني سوف أقوم بعدها مهما ملكت من قوة أو طموح أو إرادة
فأنا إنسان ضعيف مرهف صاحب قلب مريض .
وكانت المفاجأة حب جارف كان جميل وجرح نازف مازال يسيل
وفرق كبير جدا بين الحب والجرح بين أحلام ألامس وتطلعات الغد
وإشراقة الشمس وأماني اليوم وأهات الهمس فرق بين الاهـ والفرح
واللوعة تأتي من تحديد الهدف والهدف يأتي من انسياق الحرف الصادق
ثم الارتطام بعقبات الطريق المظلم فنمد أيدينا إلى لحظات الشوق
وهذا ميلاد شي جديد غريب اسمه مشاعر خافية
تتناجى في داخلنا حروف خضراء مورقة يتطلع إليها المحبون
للذكرى والحنين والأمل ويتطلع إليها المولعون للعشق والهيام
فرق كبير وارى أنني في دوامة من أمري حين أرى فروقات هذه الحياة
وهي تنتشر أمامي ومعي وخلفي وفي كل كياني
كانت مفاجأة وإحساس بشيء عميق في داخلي
كانت مفاجأة أريد أن أقول عنها شيء وأشياء كانت المفاجأة
لم احددها أو اتبع مسارها وأظللها واجعلها في إطار ذهبي مزخرف جميل
كانت المفاجأة حب جارف ركضت خلفه وتبعت سرابه وجريت وراء أوهامه
وبقيت أتابع خيالاته وجرح نازف بقيت ابكي منه أتألم
لا أذوق طعما للراحة ولا تغط عيني لنوم في ليل أو نهار
ويسيل مني دماء في تدفق غريب عجيب وبسرعة البرق
وكم مرة هتفت في داخلي أن المشاعر التي أجدها في من أقابل مشاعر فياضة
فراغ وجداني من الصعوبة أن يدخل إلى حرمها
شيء مفزع يجعلها تتطاير أحلاما في الهواء
لان المشاعر الصادقة تنتقل عبر الهواء دون لقاء أو اتفاق أو وجود صدفة
وهذي هي مفاجئتي وجود عاطفة دون حساب ووجود أحاسيس دون بذل
مناخات وأمزجة تتلاعب بها المشاعر لحظات وأوقات ثم تضيع في الزحمة
الكل يرمي بحبال حريرية لقطف زهرة جميلة رائعة زهرة نظيفة مصونة جميلة
الكل يرمي حباله الذهبية الكل يبحث عن حب صادق عن مشاعر مخلصة
عن أحاسيس وفيه
وعندما تتأقلم الورود والقلوب على أجوائهم
عندما ترتاح الأنفس لهذا الجو البارد الجميل
عندما تتباهى هذه الروح بتلك المساحات الخضراء
عندما تثق هذه الأجساد بزرع انغرس يرحلون بلا صدى ويبتعدون بلا موعد
ويتخلون بلا وعد ويهربون بلا إحساس وينتشرون بلا وفاء
وتذبل الوردة في الصقيع وتموت لأنها لم تروى على أساس من الوفاء والإخلاص
تموت ولن تحيا لأنها انهزمت من أول ضربة تموت ويديها تمتد لأيدي كل الناس
تساعد تقاوم تعطي وهي بكامل قواهـ دون يأس أو تباعد
تموت وهي ناصحة تفعل ما بوسعها لكي يسعد الناس ويبقوا في فرح وانشراح .
وكانت نهاية المفاجأة إنسان يحكم بمثالية خيالية نظرية بعيده عن الناس
لا يملك دليل قوي على إثبات نظريته إلا لنفسه إنسان يملك دليل بعمق الإحساس
إنسان يملك صدمة كانت وراء صنع الأشياء التي خلفها والصدمة التي ايقضته
والصدمة التي جعلته إنسان قوي وجعلت منه إنسان صادق في عيون كل الناس
وعيون أرهقها طول انتظار على قارعة الطريق
يرجو بصيص من نور يهدي إلى طريق ودرب اسلم
لكي يعيش بقية حياته دون عذاب دون غش أو خداع دون كذب أو لعب
دون مأساة وألم دون مسلسل أحداث أليمة دون حب جارف وجرح نازف
إنسان يملك صدمة جعلته لا يثق إلا في نفسه ولا يعتمد إلا على روحه
ولا يخاطب إلا قلبه ولا يرمي همومه إلا لقلمه وورقته
فهل تتكرر المفاجأة دائما ويأتي بعدها مفاجئات وأحزان؟
واجد في كل لحظة من حياتي مفاجأة
وفي كل وقت لي مفاجأة
تصيبني وتقتل فيني روح الإصرار والاستمرار والتقدم والثقة ……