O?°'¨ (moga) ¨'°?O
خطيبة بالإيجار (رواية من روايات احلام) 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا خطيبة بالإيجار (رواية من روايات احلام) 829894
ادارة المنتدي خطيبة بالإيجار (رواية من روايات احلام) 103798
O?°'¨ (moga) ¨'°?O
خطيبة بالإيجار (رواية من روايات احلام) 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا خطيبة بالإيجار (رواية من روايات احلام) 829894
ادارة المنتدي خطيبة بالإيجار (رواية من روايات احلام) 103798
O?°'¨ (moga) ¨'°?O
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

O?°'¨ (moga) ¨'°?O

منتدى أسرة موجة أتـــحـــاد طـــلاب بكلية الاداب جامعة الفيوم
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
 لبيكـ اللهمـ .. لبيــــكـ ...لبيك لا شـ ـريكـ لكـ لبيكـ .. أن الحمــده والنعمـه .. لـــكـ والملـــك ..لا شــريكـ لك
حتـ ـى لاننســــاهمـ .. من علمونـا الصمـ ود .. نرجو قراءه الفاتحـه على روح شهداائنا ..ثـورة التحرير2011
::: رب إغفر وإرحم . وإعف وتكرم . وتجاوز عما تعلم . إنك تعلم ما لا نعلم . إنك أنت الله الأعز الأكرم:::
  أهـلا بكـم فى أســرة موجــه بكليــه الأداب ** موجـــه  أداب**  أحلــــى موجــــــه 
أجعــــل دقائقك معانا ...أستغفـــــار  ..... أستغفر الله العظيم .. سبحان الله .. الحمد لله .. الله أكبـر
اللــهــم.. أنـى أعوذ بــــــــكـ من شـر سمــعــى ومن شــر بصـــرى ومـن شـــر لســانــى ومن شــر قــلــبى ومن شــر منيـتـــى ..
:: ماشاء الله تبارك الله ماشاء الله لاقوة الا بالله , اللهم اني اسالك الهدى والتقى والعفاف والغنى :::
نتــمنـــى لكـمـ .. أسـعد الأوقات .. أتحـــــاد طـــلاب كليــه الأداب .
تــذكـر.. التبســم فى وجــه أخيــك صــدقــه 
اهلا بك زائرنا .. الكريم .فى منتدى موجه..حيث المتعه ..والفائده معا ..! نتمنـى لكم أسعـــــد الاوقات .. مع أحـــلى أعضاء ..
  لنــــكن .. أخوة .. مترابطيين .. تجمعنا محبه الله جميـ ـعا .. اعضائنا الاحبــــــــاء
مــــــــعـا .. لـــــرقــى المنتـــــدى
نتمنى لـــــــــــكم .. قضاء .. وقت مستمتع.. فى منتدانااا.. لكم خالص التحيات..
اعضائنا الاحباء ... لتقديم اقتراحات وشكوى يرجى كتبابتها فى قسم الشكاوى والمقترحات
(رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ)
اللهم أستر بناتنا،واحفظ اولادنا،واهد نساءنا،وارض اللهم عن آبائنا،وأكرم أمهاتنا وأشف مرضانا،وارحم موتانا

 

 خطيبة بالإيجار (رواية من روايات احلام)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زمالكاوية والعز ليا
شد حيلك
شد حيلك
زمالكاوية والعز ليا


انثى
عدد الرسائل : 441
العمر : 31
الجامعة : لسه شوية
الكلية : الله اعلم
القسم : ؟؟؟؟؟؟؟
اهلاوي ولا زملكاوي : خطيبة بالإيجار (رواية من روايات احلام) 1496
مودك إيه : خطيبة بالإيجار (رواية من روايات احلام) Pi-ca-39
بلدي : خطيبة بالإيجار (رواية من روايات احلام) Female31
السٌّمعَة : 15
نقاط : 6175
تاريخ التسجيل : 06/07/2009

خطيبة بالإيجار (رواية من روايات احلام) Empty
مُساهمةموضوع: خطيبة بالإيجار (رواية من روايات احلام)   خطيبة بالإيجار (رواية من روايات احلام) Emptyالأربعاء مارس 10, 2010 3:27 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ازيكم يا احلى اعضاء عاملييييين ايه؟؟؟؟
يا رب تكونوا بخير
انا النهرضة جايبالكم فكرة جديدة ومش عارفة هتعجبكم ولا لا
جايبلكم رواية من سلسلة روايات احلام العاطفية واكيد كلنا عارفينها
وانا دلوقتي هحط جزء منها ولو عجبتكم هكملها ولو معجبتكمش برضو هكملها
لا بجد لو معجبتكمش عادي يعني مش هتتكمل
هيا عجبتني ويا رب تعجبكم

1- لقاء الماء بالنار !

قال ليتون ديكستر :
- ما من فتاة تود ان تكون أعلى خوخة على الشجرة بحيث لا يصل اليها احد ...
اخذت فيفيان فلوري نفسا حذرا , لتخفي بذلك رغبتها في القيام بردة فعل عنيفة كأن تسدد لكمة الى فكه الجميل .
كان ليتون رجلا جذابا , بعينين شديدتي الزرقة , وشعر قاتم اللون واسنان ناصعة البياض , وقد تميز بابتسامة ساحرة هي مزيج من المكر والتكاسل .
ارتدى بنطلونا كاكي اللون وقميصا بمربعات كحلية وقرمزية وسترة من التويد وان توقعت ان يرتدي ملابس اكثر تكلفا وأنقا , تليق برئيس شركة كلوفر التي تنتج الكثير من الكماليات.
ان أي رجل يخضعها لمثل هذا الفحص الدقيق , انما يجر على نفسه بالكراهية والدمار . لكن المشكلة الوحيدة هي انها ليست في وضع يسمح لها بالتشاجر مع هذا الرجل .
كانت قدرة شركة كلوفر جلية في هذا المكتب فلم يكن يتميز بالمناظر الرائعه التي يطل عليها وحسل , انما كان تحفة ثمينة لا تضاهي بجمال زخارفه ويكوره البديع ,
من الستائر المخملية السميكة الزرقاء والسجادة البيضاء , واللوحات الزيتيه الفائقة الجمال , الى المكتب الفخم ذي السطح الزجاجي والذي لا يعلوه سوى جهاز واحد ومفكرة مكتب وبعض الصور الفوتوغرافية التي كانت قد احضرتها .
وهكذا تظاهرت بعدم الاكتراث لنظراته التي راحت تنتقل متمهلة بين وجهها وشعرها المجعد الكثيف الذهبي , وقوامها الرشيق في ثوبها الفيروزي الحريري وساقيها في الجوربين الشفافين . اما ما اغاظها في كل هذا فهو انها حافية القدمين ولسبب مزعج مقلق.
كانت قد خلعت حدذائها في المصعد المكسو بالسجاد وهي متوجهة الى مكتب ليتون اذ ارادت ان تريحهما قليلا لشدة ما آلماها. ولكن المصعد توقف فجأة بعد انقطاع التيار الكهربائي فتملكها الذعر , وهكذا عندما عاد التيار مجددا
وتوقف المصعد عند الطابق الذي تقصده وفتح ابوابه اندفعت الى الخارج وهي ترتجف خوفا وارتياحا .. من دون ان تنتبه الى انها حافية القدمين فيما تابع المصعد تحركه .
راحت تضغط مذعورة على الازرار فتوقفت عندها ثلاثة مصاعد انما لم يكن بينها ذاك المنشود . وادركت ان حذائها الفيروزي الجميل الذي يناسب ثوبها تماما , رغم انه غير مريح لا يزال يصعد ويهبط بين الطوابق .
كانت لا تحسد على موقفها وهي تتوجه نحو موظفة الاستقبال لتشرح لها قصة الحذاء بعد ان تأخرت على موعدها , ثم وهي تسير الى موعدها حافية القدمين , وقد احست وكانها في جهنم , لتشرح قصتها من جديد وانما هذه المرة .. لرجل .
دفعته قصتها الى توجيه ابتسامته الماكرة اليها , فوجدت نفسها تتساءل عما يفكر فيه ويخفيه وراء ابتسامتها ايحسبها شقراء تحب لفت الانظار ؟
سألها ليتون وهو يربت على الصور الموجوده على مكتبه :
- الا توحي لك هذه الصور بالتمثال , يا آنسة فلوري ؟
فقطبت جبينها وقالت معترفة :
- لا , نعم , اسمع ... لم يخطر هذا ببالي قط . كما انني لم افهم تماما ما عنيته بكلامك عن الفتيات والخوخة في اعلى الشجرة ياسيد ديكستر . ولكن صدقني , جوليانا جونز مسرورة لاحتمال اختيارها عارضة اساسية للشركة .
ثم سكتت وانحنت فوق المكتب لتدير الصور نحوها :
- اتبدو غير سعيدة برأيك ؟
- لا . لكنها تبدو لي متيبسة بعض الشيء اذا ادركت ما اعني . العينان رائعتان ولكن ينقصهما بريق الانوثة .
لم تستطع فيفيان ان تمنع ردها السريع والساخر :
- هذا لأن احدا لم يصل اليها شعرها رائع صدقني ان الفتيات كلهن يتمنين لو يتملكن شعرا مثله.
اضافت جملتها الاخيرة بسرعة لتغطي التلميح الذي تضمنه كلامها .
اخذ ليون يتأمل مطولا شعر جوليانا الاسود الامع المنسدل على كتفيها , ثم رفع نحوها تلك الابتسامة الماكرة واخذ يتفحصها مجددا .
هذه المرة لم تتمكن فيفيان من ضبط نفسها فتملكها شعور بالانزعاج وعلا الاحمرار وجهها . ولعل شعورها هذا ناجم عن عينيه الكسولتين واليقظتين اللتين بدتا وكانهما تسيران اغوار نفسها .
ثم هز كتفيه ببساطة وقال :
- اظن ان فكرة استغلال شعرك انت في الاعلانات افضل يا آنسة فلوري وفي الحقيقة اظنك ستنجحين كعارضة اساسية للشركة .
- هل لأني ابدو وكان احدهم وصل اليّ؟
حملت عينا فيفيان غضبا صادقا وعارما . ليس بسبب تلميحه وحسب بل لأنها كرهت ان يفكر بها بهذه الطريقة .
- ياسيد ديكستر ...
عندها قرع باب المكتب بخفه ثم فتح ليطل منه رأس موظفة الاستقبال :
- آسفة , ولكن بالنسبة لحذائك يا انسة فلوري ...
فالتفتت فيفيان اليها بلهفة :
- هل وجدته ؟
-كلا للأسف . لقد فتش الحارس المصاعد كلها , وسأل كافة المكاتب الموجوده في البناية لكن يبدو ان احدا لم يره .
فردت فيفيان غير مصدقة :
- هناك من اخذه اذن . كيف يمكن لأحدهم ان يفعل هذا؟ آه ارجو ان يؤلم الحذاء قدمي التي اخذته كما آلم قدمي .
تدخل ليتون برزانه بالغة مصطنعه قائلا :
- من يسمع كلامك يظن انك تشعرين بالارتياح لتخلصك من ذاك الحذاء .
فالتفتت اليه تواجهه:
- انك بالغ الذكاء , يا سيد ديكستر . لكن المشكلة الاساسية هي كيف سأنتقل حافية القدمين ؟ يفترض انك فكرت في الامر .
- ان كانت سيارتك في الموقف تحت الارض فما عليك الا ان تقفزي من المصعد اليها .
- لم احضر بالسيارة, بل جئت بالقطار ومن ثم استقليت سيارة اجرة .
رفع حاجبيه وكأن تصرفها هذا بدا له سخيفا وصعب الفهم . فما كان منها الا ان صرت على اسنانها وقالت :
- ان الطريق الرئيسي بين بريسبن وشاطئ الذهب غارق في الفوضى هذه الايام لأنهم يوسعونه. ولم أشأ ان اتأخر عن الموعد اذا قطعوه , لهذا كان القطار الخيار الافضل . وفي الواقع كانت الرحلة في القطار مريحة جديا .
قالت موظفة الاستقبال وهي تنظر الى ليتون :
- هل لي ان ادلي برأيي ؟
اومأ لها برأسه فأضافت :
- بما ان احدهم سرق حذائك يمكنني ان ارسل احدى الفتيات لتشتري لك حذاء اخر يا آنسة فلوري .
فقال ليتون :
- فكرة نيرة يا سيدة هاربر . افعلي ذلك في الحال . و.. سندفع نحن ثمنه .
ثم نظر الى فيفيان التي قالت :
- بإمكاني ان ادفع ثمن حذاء ...
فرد بحزم :
- لا لا . مادام سرق في هذا المبنى فنحن المسؤولون. ماهو مقاس حذائك ؟
- 6 ونصف... ولكن اسمع ...
نهض واقفا ودار حول المكتب لينظر الى قدمي فيفيان :
- أي لون تقترحين ياسيدة هايبر ؟
- بيج فحقيبة يدها بيج . واقترح الا يكون بطعب عال . هل كانت هذه مشكلة حذائك يا انسة فلوري ؟
اخذت فيفيان نفسا عميقا وانفجرت فجأة ضاحكة :
- لا اتذكر يوما اسوأ من هذا اليوم . شكرا لكما لكنني اصر على دفع ثمن الحذاء فأنا من تركته في المصعد .
مدت يدها الى حقيبتها فقالت المراة الاخرى وهي تخرج :
- لن اخذ النقود مادام السيد لم يغير رأيه .
عاد ليتون الى مقعده ثم شبك يديه واسند اليهما ذقنه .. اما فيفيان فأغلقت حقيبتها ووضعتها على الارض وعادت تركز على العمل . تذكرت وكالة والاعلانات حيث تعمل
والفائدة التي سيجنونها ان هم حصلوا على اعلانات الشامبو في شركة كلوفر .
عادت تتأمل الصور الفوتوغرافية وتقاطيع وجه جوليانا الناعمة الجميلة . ثم قالت بجدية :
- حسنا , لعل رأي الرجال في النساء مختلف , ولكن قد يدهشك ان تعلم ان النساء يلبسن من اجل النساء الاخريات غالبا . وهن اللاتي يشترين الشامبو الذي تنتجونه. وقد عرفنا الآن ما يدور في ذهنك , يمكننا تنفيذ الاعلان بطريقة مختلفة بعض الشيء. يمكن ان نصور فيلما دعائيا فرحا بدل ذلك الجدي .
- لا اظنك تتحدثين عن نفسك على أي حال ؟
فتحت فمها لتطلب منه الا يعود الى هذا الموضوع مجددا لكنها عادت واطبقته ثم قالت :
- لم اعمل كفتاة اعلانات من قبل ولهذا قد ابدو اكثر تيبسا من جوليانا وان لم تكن تبدو متيبسة حقا . كما ان ها قد يجرحها ... .
وسكتت فجأة وقد اعتراها الاضطراب .
لم لا تجربين ذلك ؟
فمالت برأسها جانبا وقال مقبطة :
- انت غير جاد طبعا .
- على العكس .
لماذا ؟
فأجاب ببساطه:
- احب هذا النوع من الجمال , بالمناسبة, هل تقبلين دعوتي لتناول الغداء ؟ بعد ان يشتروا لك حذاء بالطبع .
احست فيفيان بدوار لهذا المنحنى المافجئ الذي اخذته الامور .
لاحظ ليتون وقع كلماته عليها وضحك في سره. تأملها فرأى امراة لا يكاد طولها يتجاوز الـ155سم هي كتلة من الحيوية البالغة تتدفق من جسد رشيق .

هل هذا ما دفعه للاستشهاد بذاك المثل الشعبي عن الفتيات والخوخ , الذي قرأة صدفة عند الصباح؟ ولعله قاله لكي يثيرها . واذ بتلك العبارة التي استشهد بها تفقد لسوء الحظ , تلك الفتاة المجهولة , جوليانا جونز وظيفتها .. فهي تبدو كلوح من الخشب مقارنة مع هذه الفتاة وتبا لذلك !
قاطعت فيفيان افكاره المحيطه , بسؤاله :
- الغداء ...اين ؟
- في الجهة المقابلة مطعم يتيميز بطعام لذيذ وخدمة ممتازة لدي عرض لك يا آنسة فلوري .
طرفت فيفيان بجفنيها وسألت بسرعه :
- اهو عمل , ام .... ؟
سكتت فجاة لكن ما عنته كان واضحا .
فقال ساخرا :
-عمل طبعا .
رفضت ان تحمر خجلا وردت عليه متمتمه :
- المعذرة لكن لا يمكن للمرء ان يتنبأ بنوايا الرجال .
فقال بجد :
- هذا صحيح .
وسادت لحظة صمت عادت لتقول من بعدها .
- انت تسخر مني منذ وطأت قدمي هذا المكتب ولا يأس . قد ابدو مضكة ولكن هذا يكفي .
طرق الباب فلم يضطر ليتون الى الجواب , ودخلت السيدة هابر تحمل 3 علب احذية :
- قصدت بنفسي متجر الاحذية واحضرت هذه لتختاري من بينها يا آنسة فلوري .
كتمت فيفيان اشمئزازها من ليتون واخذت تجرب الاحذية .
قالت لها المرأة :
- امشي قليلا , قبل ان تقرري ما تختارينه ... شخصيا افضل الحذاء الذي تنتعلينه الآن فهو انيق وعملي ايضا . ما رايك يا سيد ديكستر ؟
- شخصيا , اعجبني الثاني . ربما ليس عمليا جدا لأنه مفتوح من الخلف لكنه يناسب قدميها .
وقفت فيفيان وسط مكتبه ووضعت يديها على وركيها ثم راحت تتساءل عما اذا كانت في مستشفى للمجانين.
فقد اتكأ الى كرسيه وعاد يتأملها وكانهما وحيدان في الغرفة فيما هي تستعرض نفسها وكانها امراة جديدة سيضمها الى حريمه .
ولم تزعجها نظراته وحدها وانما محوالاته لجعلها تعي جمالها في ثوبها الفيروزي الحريري. كانت تحب هذا الثوب للغاية .
ليس للونه فحسب بل لتفصيله اذ لم يكن فاضحا انما بسيطا انايقا ومناسبا جدا للعمل . فكيف يمكن لثوب اعتادت ان ترتديه ان يجعلها تنتبه لتناسق جسمها ؟
لكن لم يكن الثوب هو السبب بل ليتون نفسه وطريقته في النظر اليها مما زاد الطين بله انه بدا خبيرا في النساء , يحيث يمكنه ان يطلق عليهن حكما صحيحا وتملكها الرعب وهي تتخيل نفسها وقد اصبحت واحدة في نسائه .
قالت بحزم وهي تشير الى الحذاء الذي كانت تنتعله :
- سأخذ هذا الحذاء ياسيدة هاربر فهو .. انه مريح قدمي اكثر من الحذائين الاخرين .
ثم رمقت ليتون بنظرة انتضار واضافت :
- اشكرك كثيرا فقد ازعجتك لكنني اصر على دفع ثمنه .
فردت المرأة وهي تضع الحذائين الاخرين في علبتهما:
- حسنا , سأدعك تنهين الامر مع السيد ديكستر علما ان ثمنه قد دفع .سأعيد هذين الى المتجر في الحال .
جلست فيفيان ومدت يدها الى حقيبتها , قائلة :
- ان السعر مدون على العلبة لذا ...
واخذت من حافظة النقود المبلغ المطلوب , ثم وضعته على المكتب ولكن الهاتف رن واستغرق الاتصال 5 دقائق تقريبا فأخذت في هذه الاثناء تتململ وتتحسس النقود .
وعندما انتهت الكالمة , وقبل ان يتمكن من الكلام , قرعت السيدة هاربر البابا مجددا بدت عليها خيبة الامل حين دخلت وهي تحمل بين يديها حذاء فيروزي اللون وتقول باضطراب :
- اخذه شخص من المصعد لكن لم يكن لديه الوقت الكافي لتسليمه للحارس قبل الآن , وكنت انا قد اعدت الحذائين الى المتجر .
اغمضت فيفيان عينيها وقالت:
- انا احتاج الى شراب .
- فلنخرج لتناول الغداء اذن .
فتحت عينيها ونظرت اليه بحذر :
- لم اقل هذا .
- يجب ان نناقش العرض .
ترددت للحظة ثم هزت كتفيها حين تذكرت هدف زيارتها الحقيقي . عليها ان تنجح في اقناعه بتكليفها بحملة اعلانات شامبو شركة كلوفر .
******
لم تكن منطقة ايفنديل الصناعية منطقة واسعه انما نجد فيها بعض الحدائق والساحات ومطاعم صغيرة تتألق بألوان زاهية . ولاحظت فيفيان انها منطقة حيوية للغاية يجري في الجهة الغربية منها نهر نيرنغ .
كما تمتد في الجهة المقابلة مباني ساحل الذهب ومنطقة البنوك والحدائق العامة فضلا عن مركز للفنون والمسرح .
اختار ليتون مطعما محاطا بشجيرات قصيرة يضج بالحياة والالوان الزاهية , تفوح منه رائحة الطعام الشهية . اصطف الزبائن عند المدخل لكن ليتون لم ينتظر , بل اقتاده النادل على الفور الى المائده المخصصة له .
وطلب كأسي عصير في انتظار جهوز طعامهما .
وارتشفت بعض العصير ثم ما لبثت ان علقت :
- هل تصدق ان شخصا ما قد يعاني ما عانيته اليوم يا سيد ديكستر ؟ لا اعني ان تسخر مني مجددا , ولكن عليك ان تعترف بأن فقدان حذائي يمكن وصفه بالمصيبة .
ابتسم لها ابتسامة عريضة واجاب :
- اعترف .
وفكرت فيفيان في قرارة نفسها في ان علاقتهما الآن تبدو مجرد تقارب ودي . ولا وجود لأي نوع من الانجذاب على الاطلاق .
- والآن ماهو عرضك ؟ أمل ان يحسن يومي هذا !
فرمقها بنظرة هازلة تعني انها لم تخدعه مطلقا: اريدك ان تتظاهري بأنك خطيبتي وذلك لمدة اسبوع يا آنسة فلوري .
كانت فيفيان ترتشف شرابها فكادت تختنق وهي تقول:
- ظننت .. ظننت.. قلت لي ان الامر يتعلق بالعمل .
- وهو كذلك .. قلت ان تتظاهري بذلك .
ثم تمتم للنادل الذي كان يضع الطعام امامهما :
- آه , شكرا .
نظرت فيفيان الى طعامها ثم رفعت عينين جادتين نحو ديسكتر الذي اضاف : يبدو انني صدمتك .
- هذا صحيح. هل لك ان تشرح لي لما علي ان اتظاهر باني خطيبتك ؟
- حسنا لا تدعي طعامك يبرد . في الواقع , لدي التزامات اجتماعية لمدة اسبوع .. حيث قد اصبح .. فريسة لبعض النساء . فإن كنتي خطيبتي سيلزمن حدهن , اليس كذلك ؟
رطبت فيفيان شفتيها وابتلعت ريقها مرارا وهي تحاول استيعاب اقواله. ثم جازفت وطرحت عليه سؤالا:
- هل تنخدع بك النساء ؟
- نعم للأسف . وان كنت لا اعلم السبب .
فقالت بعجب :
- الا تعلم السبب ؟ الا تظن ان الامر يتعلق بشرائك ووسامتك وشبابك ؟
- ان كان ما تقولينه صحيحا فلا يبدو انه اثر فيك . اكاد اقسم انك حاولت جهدك كي لا تصفعيني منذ قليل .
- انت على حق .
نظرت اليه متأمله , وهي تتساءل لما يساورها شعور بأنه يتلاعب بها , ويسخر منها ؟ بدا ليتون كنمر خداع يلهو بفريسته .
- في الواقع مازلت ارفض أي عرض لا علاقة له بالعمل .
فقال بتكاسل :
- الا يمكننا اذن ان نبني علاقة صداقة لمدة اسبوع ؟ اعني انك لن تواجهي مشكلة النساء الاخريات, وستكونين عازلا جيدا بيني وبينهن .
ردت بحزم :
- لا . لا يمكنني ذلك . هل انت مجنون ؟ لا تقل لي انك عاجز عن حماية نفسك , فأنت كبير كفاية .
اضافت جملتها الاخيرة بسخرية . فضجك عاليا وقال :
- لا لست مجنونا... ماذا لو قلت انني قبلت بجوليانا جونز و .... ستعطي وكالتك , عقد عصير كلوفر ؟
راحت فيفيان تحدق فيه بذهول بينما تابع كلامه قائلا :
- سيكون الامر بالغ الاهمية اننا نفكر منذ مدة بعرض انتاجنا من العصير بحلة جديدة من حيث الشكل والملصقات اصحيح انك شريكة في الوكالة؟
- نعم حسنا , بأسهم تعادل 10% فقط ولكن ... ولكن آرائي حول اعلان الشامبو لم تعجبك مما جعل الامور تختلط علي ...
- ربما كانت اعجبتني لو لم أرك .
حدقت فيه مجددا وهو يقول :
- كما ان اعلانكم عن العسل اعجبني جدا لهذا اتصلنا بكم . اعتقد انك لعبت دورا كبيرا في تحضيره .
فردت بتخاذل :
-هذا ... هذا صحيح .
- وانك حصلت على مرتبة الشرف من كلية الفنون ؟
- انت تحفظ دروسك بشكل جيد , يا سيد ديكستر .
- هل تعتبرين فترة اسبوع من وقتك اهم من الربح الذي قد يعود على شركتك ؟
- لكن هذه رشوة صريحة وابتزاز .
- حسنا , انها مسألة اخذ وعطاء ...
فقاطعته :
- لا , كيف لي ان اعرف ما ينتظرني ؟ قد يكون ... قد تكون .. لا ادري ..
- قد اكون ولكنني لست كذلك . دعيني اعطيك مزيدا من التفاصيل . ستتزوج اختي قريبا وفي الاسبوع الذي يسبق العرس تقام عادة حفلات يومية صاخبة . ستكون امي موجودة في المنزل وستقام الحفلات في مزرعة الاسرة لهذا لن تضطري الى البقاء معي على انفراد . كما ان امي من الوجوه البارزة في المجتمع صدقيني .
كانت فيفيان تأكل من دون ان تستمتع بطعامها , فقالت له :
- وهل يقيم الاغنياء اعراسهم بهذا الشكل ؟
- الا يفعل معظمنا هذا ؟
- ليس في مزرعة الاسرة يا سيد ديكستر .
- ستمضين وقتا مسليا يا فيفيان .
- لكننا لا نستطيع الادعاء بأننا مخطوبان من دون ان نثبت ذلك من حين لأخر .
- يسرني ان احترم رغبتك في عدم اظهار عواطف معينه. يمكننا ان ندعي ان الخطبة مازالت غير رسمية .
انهى طعامه ثم ازاح صحنه جانبا فقالت له :
- وماذا عن امك واختك ؟ كيف ستكون ردة فعلهما ان احضرت معك الى المنزل فتاة غريبة حتى وان كانت الخطبة غير رسمية ؟
- امي واختي لا تعارضانني عادة .
تأوهت محبطة :
- اتصور ذلك . ولكن لا بد ان هناك ... ان هناك سببا آخر .
- هذا صحيح . احسست برغبة في الاعلاء من قدري بنظرك .
انهت فيفيان طعامها وشربت جرعة من ماء وكأنها تؤجل النظرفي عيني ليتون الداكنتي الزرقة فقد لامست اعماقها كلماته التي قالها بهدوء , شعرت بتلك القشعريرة الغريبة التي تملكتها مجددا . ما معنى هذا ؟ فهي لاتشعر بالانجذاب الى هذا الرجل , بأي شكل من الاشكال .
واخيرا قالت :
- اذا كان الامر كذلك, فما عيب الطرق التقليدية في جذب الفتيات يا سيد ديكستر ؟ لم لا تعتمدها بدلا من الرشوة ؟
تشابكت نظرات عينيه بنظراتها :
- هناك سببان , فأنا احب التحدي ... واشعر بانك ستكرهين الحركات التقليدية . اما ما قد تفعلينه كي تحسني عملك, فهذا سبب آخر .
اندفعت فيفيان تقول من دون تفكير :
- هل هذه الاتفاقية صادقة وشريفة ؟ جوليانا جونز وعقد لإعلانات عصير كلوفر مقابل اسبوع من وقتي اتظاهر فيه بأنني خطيبتك ؟
فأوما ايجابا فقالت :
- اتفقنا اذن .
*******
وفي الصباح التالي سألها ستان غودمان اقدم شركاء مؤسسة غودمان وشركاه :
- كم عمرك يا فيفيان ؟
- 25 عاما تقريبا .
- الست اكبر من ان تنخدعي بلعبة كهذه ؟
- لم استطع منع نفسي , وفضلا عن ذلك لاحظ العقد الذي حصلت عليه للشركة .
- وماذا سيحصل ان لم تتظاهري بأنك خطيبته وحسب بل انتهى بك الامر الى الوقوع في شباكه ؟
راح يتأملها من خلف نظارتيه .
- لم نأت على ذكر هذا , في الواقع . ولكن ان كنت تعتبر اني عاجزة عن صد رجل ما لمدة اسبوع فأنت تظلمني .
- انه ليس مجرد رجل ما .
هزت كتفيها بضيق وردت :
- لا بأس . هناك الكثير من النساء اللواتي يحمن حوله , لكنني نفرت منه منذ رأيته في الواقع , يجهل ليتون المأزق الذي اوقع نفسه فيه .
اسبل ستان بيديه يائسا , وهو يقول بتضرع :
- ان كنت عاجز عن اقناعك بالعدول عن هذا الامر , فعديني بألا تقومي بأي تصرف احمق .
ترددت فيفيان , فهي تعلم ان ستان سيحافظ على وعده لها , ولا يتحامل عليها فيما لو رفضت عرض ليتون . لكنها تعلم ايضا ان الوكالة بحاجه الى عقد شامبو كلوفر وعصير كلوفر .
كان احد الشركاء القدامى قد انتقل الى شركة اخرى منذ ايام قليلة وحمل معه ايضا بعض العقود المهمة لديهم . لهذا لم تشأ الخروج صفر اليدين من مكتب ليتون في الامس , علما ان ستان يجهل اطلاعها على الورطة التي يعانون منها .
كانت ترى تأثير ماجرى عليه . فقد خسر الكثير من وزنه , وبدا عليه التعب والضعف . ومن جهة اخرى لم تشأ ان يظنها تتجاوز واجبها نحو الوكالة فتزيد بهذا من مشاكله .
لهذا قالت له وقد بدا عليها التفكير العميق :
- ستان , اظن ان الوقت قد حان كي يقوم احدهم بخطوة ما . ولكن ثق بي فسأحاول المستحيل كي لا تخسر صفقة العصير او الشامبو .
- وماذا عن رايان دمبسي ؟
حدقت فيه مدهوشة , لأنها نسيت كل ما يتعلق برايان الذي كان يعمل في الوكالة نفسها .
- لقد انتهت علاقتي به منذ وقت طويل .
رفع ستان حاجبيه فترددت فيفيان ثم قالت لهدوء :
- اعرف ما تظنه تعتقد انه حطم فؤادي ولكن هذا غير صحيح .
حدق فيها ستان البالغ من العمر 50 عاما , وفكر في هذه الفتاة التي توقع نفسها في المشاكل غالبا , ثم تنهد في قرارة نفسه.. فهو يعرف فيفيان منذ نعومة اظافرها , ويشعر انه يعرفها اكثر مما تعرف هي نفسها .
كان ريتشارد فلوري والد فيفيان صديقه المقرب . وعندما ماتت امها , وهي في الـ6 من عمرها , تحطم قلب ابيها ولم يتزوج مرة ثانية .
وبما انه مهندس مدني , فقد اعتاد ان يسافر كثيرا ويصطحب معه في بعض الاحيان ابنته فيفيان , وفي احيان اخرى كانت تبقى في الدرسة الداخلية فأعتاد ستان وزوجته ايزابيل ان يستضيفاها اثناء عطلة نهاية الاسبوع .
ولشدة ما كانت تكره الانفصال عن ابيها الحبيب نشأ في نفسها خوف من الزواج وتحول الاحساس بالخسارة الذ صحب اباها الى قبره
الى خوف من علاقة مع رجل ما , كي لا تفقده في ما بعد . كما ان نمط حياتهما لم يكن يتماشى والعلاقات الاجتماعية , اذ سرعان ما كانا يفترقان عن اصدقائهما وعن الامكنة التي يألفانها .
وعندما بلغت الـ18 توفي ابوها .
اما العلاقة الوحيدة التي ربطت فيفيان برجل . فعززت خوفها من الالتزام الجاد فقد هجرها رايان دمبسي .
ولكن هذا لا يعني انها منطوية على ذاتها تفتقر الى الاصدقاء وانها لم تستغل قدراتها الى اقصى حد بمساعدته هو .
قال ببطء :
- فيفيان هل تعين انك دوما تبعدين الرجال عنك ؟
فأجابت بهدوء وهي تطرف بعينيها :
- انا .. نعم يا ستان واظنني اعرف السبب لنشأتي دور في ذلك .. ابي وما الى ذلك .. ثم رايان ... اشكرك على اهتمامك بي .
ابتلعت ريقها وتنحنحت وقد امتلأت فجأة عزما وتصميما على كسب شركة كلوفر لحساب غودمان هذا الرجل الذي لعب دور البديل لأبيها والذي قادها الى مهنتها هذه .
وتابعت تقول بحذر :
- اظنني افترضت ان الزمن سيحل الامر , وكلي ثقة بأن هذه ما سيحصل. ولكن الامر لا يهمني كثيرا صدقني .
- على أي حال, اكره ان اراك تتألمين من جديد .. وهذا ... هذا لعب بالنار .
- لماذا ؟ ألأنه الرجل الذي يقاوم ؟
لكن ستان لم يجب , بل اكتفى بالنظر اليها مطولا , حتى تحولت هي عنه وبعد لحظات قالت له :
- اظنني افهم ما تعنيه . لو ان الفضول لم يتملكني لما وقعت في هذه الورطة . ولكن الا ترى ؟ لقد اصطادني كما تصطاد السمكة , ولعله يظن انه حصل علي . ولكن هذا غير صحيح , وسيعلم لاحقا السبب .
- متى ستذهبين ؟
- بعد 3 ايام .
واعلمته بموعدها التالي في مكتب ليتون ديكستر ثم اضافت ضاحكة :
- اصبح كل شيء جاهزا لقضاء فترة من المرح والتسلية في مزرعة الاسرة .
ثم قطبت جبينها وقالت :
- آه نسيت ان اسأل عن مكانها .
- يمكنني ان ازودك انا بهذه المعلومات تقع في منطقة هاوكبري وتبلغ مساحتها حوالي 100 فدان . وتضم ملعبا وبحيرة واسطبل خيول ....
اخذت فيفيان تضحك وقالت :
- ستان اذا كنت تحاول ان ترهبني فهناك شيء لاتعلمه عني .. وهو اني احسن لعب الكروكيت فقد تعلمت ذلك في المدرسة فضلا عن كرة المضرب والفروسية .
لكن بعد يومين, لم تعد تشعر بمثل هذه الثقة .
كانت حقيبة ثيابها مفتوحة على سريرها تحيط بها اكوام من الثياب , وقد تسللت اشعة الشمس الغاربة الى شقتها على ضفة نهر بربرسيين كانت تعشق شقتها وتعشق النهر والجسر الذي تطل عليه .
تنهدت وهي تنظر الى الفوضى التي خلفتها على سريرها , ثم سارت نحو النافذة المطلة على هذا الجمال كله . وكانت قد اختارت لهذه الجهة من الشقة اللونين الاخضر والاصفر ...توقفت وهي تفكر اتراها تصرفت بحماقة حين قابلت الاشتراك في هذة اللعبة ؟
تقدمت نحو الاريكة وجلست عليها متكدرة , وراحت تتذكر تحذير ستان . فهو لم يحذرها من نتائج موضوع ليتون وحسب , بل نبهها الى وضعها النفسي ولا سيما انعزالها وانطوائها على نفسها منذ كانت في الـ18 من عمرها .
ولكن هل يعني ذلك انها لم تقابل الرجل المناسب بعد ؟ وماذا عن رايان...؟ حسنا ظنت حينذاك انه هو فتى احلامها واضطرت حين تذكرت كيف تخلت عن حذرها
واعتقدت انها تجاوزت خوفها من الاتباط الجدي وان الوقت قد حان ليتزوجا لكنها اكتشفت بعد ذلك ان الرجل الذي ظنت انهامغرمة به لم يكن يشاطرها الرأي نفسه .
فجل ما كان رايان دميسي يبحث عنه هو المرح والصحبة والاهتمامات المشتركة...نعم , ما كان يربطه بها , ولم يكن يفكر في الزواج . وحين اكتشفت حقيقة مشاعره احست بالألم يعتصر فؤادها .
فكانت هذه التجربة درسا قاسيا لها علمها ان تتوخى الحذر من علاقتها مع ليتون ديكستر, اذا ما تبين انه الرجل غير المناسب لها .
وستحصنها خبرتها هذه ضد أي مشاعر ستخالجها وستدرك عندها انها تلعب بالنار .
ولكن هل يعقل ان يكون الرجل المناسب ؟ فهو يبدو واقعيا بعيدا عن الحل والشاعرية كما قال بنفسه . فقد استخدم الرشوة لإقناعها. ودفعها كل هذا الى مقاومة الشعور الغريب الذي يتملكها إزاء جاذبيته الطاغية .
على أي حال , يمكنها ان تتراجع عن هذا الاتفاق في أي لحظة , لا سيما وقد اوضح لها ستان موقفه ... فهو لم يشأ ان تحضر للوكالة عقد اعلانات عصير كلوفر بأي ثمن او وسيلة . كما ان ليتون ديكستر اعطاها رقم هاتفه كما فعلت هي , وذلك تحسبا لأي طارئ على حد قوله .
لا زال ذلك الرقم في مفكرتها في حقيبة يدها الموضوعه على المنضدة الى جانب الهاتف .
مدت يدها الى الحقيبة واخرجت المفكرة لتقلب صفحاتها وما ان عثرت على الرقم المطلوب حتى رن جرس الهاتف فرفعت السماعة .
- آلو ؟ فيفيان فلوري .
- انا ليتون ديكستر يا فيفيان .
جمدت اوصالها وراحت تتساءل كيف نسيت ذاك العمق في صوته الابح . رطبت شفتيها وهي تجيب :
- آه , مرحبا .
- اتصل بك لأطمئن على اتفاقتنا , الا زلت قائمة ؟ ان فترت حماستك اعلميني حالا .
سكتت للحظات وقد احست بدقق من المشاعر المتضاربة , شعرت بالغيظ اذ بدا صوته عمليا وغير شخصي وسرت القشعريرة في جسمها حين اشار الى فتور حماستها .
- كلا ليتون . اظنك لا تمانع ان ناديتك باسمك ؟ لا , لم تفتر حماستي ماذا عنك انت ؟
لم يجب على سؤالها بل قال :
- حسنا .. اسمعي ! طرأ تغيير طفيف على الخطة . انا اليا في بريسيين وانوي ان استقل الطائرة الى البيت في صباح الغد من نا ليس من كولانغانا . ما رأيك لو تناولنا العشاء معها هذه الليلة ؟ فهكذا يمكنني ان احدثك عن اسرتي , وان اصطحبك معي غدا صباحا الى المطار .
قالت ببطء , وهي تفكر في ان هذا التغيير قد يشكل منفذا جديدا للهرب .
- يبدو هذا .. جيدا . آه لكني لم احزم امتعتي بعد , ما رأيك لو قصدنا مكانا قريبا من بيتي ؟ كضفاف النهر مثلا ؟
- لا بأس .
ذكر لها مطعم تحبه لشرفته المطلة على النهر ثم اضاف :
- في الـ6,30 الى اللقاء واقفل الخط .
نظرت فيفيان مطولا الى السماعة وود لو ترميها ارضا لكنها لم تفعل بل عزمت على معاملة هذا الرجل بالمثل .
شقت طريقها بين جموع الساهرين الذين يستمتعون بجمال الامسية وسحر النهر , توجهت نحو الطاولة التي جلس ليتون إليها .
بدا هذه المرة غاية في الاناقة في بذلته الرمادية وقميصه الابيض وربطة عنقه الكحلية . اما هي فارتدت ملابس بسيطه بنطلون ابيض انيق وكنزة بيضاء ناعمة مطرزة بصفات بحرية تصل الى خصرها الرشيق
وانتعلت حذاء خفيفا وردي اللون .
كان شعرها وكالعاده خصلات مجعده ثائرة كما لم تتزين ولم تضع أي مجوهرات .
اخذ يتأملها وهي تقترب منه . وعندما وصلت الى الطاولة التي اختارها راحا يحدقان في عيني بعضهما البعض للحظات بدت طويلة وشحونة .
لم تر فيفيان في عينيه القاتمتي الزرقة أي تعبير ولك بدا فمه متوترا للغاية. وسورها شعور بأن الماثل امامها نسخة اخرى لليتون .تختلف عن ذاك الساخر الماكر الذي التقته منذ يومين .
كان رجلا يعكس الصورة التقليدية لرئيس شركة كبرى , ولم يكن شخصا يستخف به .
بدا كالنمر الطليق وابعد ما يكون عن المزاج العابث . اخذتها افكارها هذه الى عالم من الاحلام , فأحست باضطراب شديد . ولكن لسبب أخر ....
لاذت بالصمت فيما راحا يتبادلان نظرات مشحونة ثم تململت بقلق وقد شعرت بنظراته الخبيرة تقيمها من جديد لكنها عجزت عن قطع هذا التواصل بينهما وعن غض طرفها بل شدتها نظرة عينيه الزرقاوين اليها .
لكنه قام بالمبادرة اذ وقف وابتسم لها ابتسامة متكلفة وسحب الكرسي لتجلس عليه :
- يبدو وكانك بدأت عطلتك , يا فيفيان .
فردت وهي تجلس :
- شكرا على عكسك انت .
- كنت مشغولا للغاية اليوم , غدا سأرتاح .
اشار الى النادل ثم ناولها قائمة الطعام فختارت طبقا من القريدس وسلطة يونانية وحذا هو حذوها وعندما ابتعد النادل اخرج من جيبه علبة مخملية وضعها امامها .
فرفعت عينيها العسليتين الة وجهه وقالت ساخرة :
- لا اظنه ... خاتم خطبة ؟
- انه خاتم من نوع اخر .
جاهدت فيفيان لتكبح غضبها الصارم وامسكت بالعلبة لتفتحها رأت خاتما من ابلاتين مرصعا بماسات صغيرة وفي وسطه ماسه مربعة الشكل وردية اللون لم تكن هذه الماسه كبيرة لكنها اذلتها بلونها الاخاذ واشعاعها الرائع .
- حسنا انه جميل ياليتون . ولكن بما ان الخطبة غير رسمية سأضعه في يدي اليمنى .
كان الخاتم ضيقا بعض الشيء على اصبعها فأدركت انه سيناسب يدها اليسرى تماما .
- كيف عرفت مقاس اصبعي ؟
- ذكرت للصائغ مقاس حذائك ويبدو ان هذا الامر ساعده لكني افضل ان تضعيه في يدك اليسرى .
- اما ان تدعه في اليمنى واما ان تأخذه يا سيد ديكستر .
- اتوفرين يدك اليسرى لخطبة حقيقية .
- نعم .
- وهل تقدم احدهم لخطبتك يا فيفيان ؟
رفعت حاجبيها وقالت :
- اتعني هل عرض علي احدهم الزواج ؟ لا . ولكن هذا لا يعني ان الامر لن يحدث . ماذا عنك انت ؟ هل فكرت في الزواج جديا , ياليتون ؟
- لا , ولكن هذا لا يعني انني لم اتلق بعض ... الاقتراحات .
هزت كتفيها وردت :
- هذا مؤسف . اعني الا تعلم ما اذا كن يردنك انت ام مالك ؟ ما تحتاجه حقا هو ان تقع في غرام فتاه ثرية فاذا لم تكن ثروتك هي الحافز يمكنك حينذاك اذا ما فشلت ان تبحث عن العلة في شخصك .
- مثل ماذا ؟
وصل العصير في هذه اللحظة من الحديث فتحول انتباه فيفيان في الحال ثم قالت :
- متحفظ , انيق نسبيا . انما فاتر للغاية ارجو الا يزعجك رأيي هذا .
طرف ليتون ديكستر بخفيه وسألها :
- ما الذي يعجبك في الرجال يا فيفيان ؟
وحملقت فيه ثم ارتسم المرح في عينيها اسدلت اهدابها وهي تجيب :
- الجريء المفعم بالحيوية . افضل الشاب من اصل لاتيني , لا سيما ان كان شعره طويلا .. ولا مانع عندي من ان يضع في اذنه قرطا غريب الشكل واتمنى ان يجيد الطهي . كما احبه راقصا ماهرا لأنني اعشق الرقص كما يمكن ان اقضي وقتا ممتعا مع شاب يميل الى ارتداء الملابس الملونه الغريبة .
بقي صامتا وعندما رفعت نظرها اليه لاحظت نظراته الساخرة عندها قال :
- ظننتك تتحدثين عن الورقة الملصقة على زجاجة عصير كلوفر يا فيفيان ؟
فضحكت واجابت :
- كنت افعل .. أسفة ... لم اشأ تضييع الفرصة ولكن لا تنبذ الشبان اللاتينين بشكل آلي ياليتون , لنهم المفضلون عندي من بين الرجال , بالمناسبة , عندي افكار جديدة لملصقات اعلان العصير , اتحب ان تراها ؟
أوما بالايجاب فأخذت تفتش في حيقيبتها , وبعد لحظات رفع رأسه قائلا:
- ها قد استعدت شخصيتك الحقيقية يا فيفيان فلوري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زمالكاوية والعز ليا
شد حيلك
شد حيلك
زمالكاوية والعز ليا


انثى
عدد الرسائل : 441
العمر : 31
الجامعة : لسه شوية
الكلية : الله اعلم
القسم : ؟؟؟؟؟؟؟
اهلاوي ولا زملكاوي : خطيبة بالإيجار (رواية من روايات احلام) 1496
مودك إيه : خطيبة بالإيجار (رواية من روايات احلام) Pi-ca-39
بلدي : خطيبة بالإيجار (رواية من روايات احلام) Female31
السٌّمعَة : 15
نقاط : 6175
تاريخ التسجيل : 06/07/2009

خطيبة بالإيجار (رواية من روايات احلام) Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطيبة بالإيجار (رواية من روايات احلام)   خطيبة بالإيجار (رواية من روايات احلام) Emptyالخميس مارس 11, 2010 7:39 pm

الرجل ذو الوجهين :

تعاقبت على وجه فيفيان تعابير وانفعالات مختلفة . فسألته ، وهي تشير الى الأوراق الأنيقة : ( هل أعجبتك؟).
راح يتأمل الرسوم مجددا . حملت كل لوحة ، رسم رجل وامرأة . في الأولى ، رجل وامرأة يجلسان على حائط صغير
وقد لف كل منهما ذراعه حول كتف الآخر ، وراحا يتأملان حقلا من القمح .
كان ثوب المرأة يتطاير حولها فيما ارتدى الرجل ثيابا سوداء....
وبدا شعره الطويل مربوطا الى الخلف .
ومثّل الرسم الثاني رجل وامرأة يمسك احدهما بيد الآخر ويقفان قرب شجرة سرو سامقة .
أما الرسم الثالث فكان لرجل يعانق امرأة قرب جدول ماء.
استخدمت فيفيان البنفسجي والذهبي والأخضر والأزرق في رسومها .
وكتبت الى جانب الصورة وبشكل عمودي كلمة ( كلوفر ).
- أعجبتني كثيرا ، ما الذي جعلك ترسمينها ؟
أسندت ذقنها الى يديها وهي تقول :
- كنت أفكر في العصير . .. أفكر فيف كمنتج حيوي ، مستخرج من الطبيعة الأم.
وفكرت في المشاعر الإنسانية خصوصا ، وهو ما لا تعبر عنه الملصقات القديمة.
ومررت إصبعها على الورقة الملصقة على زجاجة ( كلوفر) ثم أكملت :
( يجب أن يُشرب احتفالا بالحب ، بوجبة طعام لذيذة ، أو حتى لمجرد أن ...)
وسكتت ، فقال يحثها : ( تابعي حديثك).
- لقد أسأت فهمي . على أي حال أنت لم تختبر شعور من سرق حذاءه).
تغيرت تعابير عينيه وبدا فيهما المرح ، ثم أخذ يضحك ، فشاركته فيفيان الضحك،
وقالت : ( هيا ، أخبرني عن أسرتك التي أنا على وشك خداعها ).
أحضر النادل الطعام ، وعندما انصرف ، قال :
- من الأفضل أن أبدا بأمي ...إنها أرملة منذ عشر سنوات ، وتؤمن بالقيم الأخلاقية .
وهي عنصر فعال في ميدان العمل الإنساني ، إذ تدعم مؤسسات خيرية عدة ، كما أنها من النوع الصريح للغاية .
ثم هناك مرغريت ، أختي .إنها في الثانية والثلاثين من عمرها ، ستتزوج من رجل يدعى (إيدي ) .
زنحن نناديها باسم ( ماغ) . وأخي الأصغر ( رالف ) وهو العضو الوحيد الذي يسيء إلى سمعة الأسرة.
- من أي ناحية؟
- إنه فنان .
فقالت باحتجاج ( وما العيب في ذلك؟)
فرد بجفاء : ( لا شيء ، ولكنه ينفق مبالغ طائلة على ...)
ثم هز كتفيه ولم يكمل كلامه .
- ما نوع الفن الذي يهواه؟
- الموسيقى . انضم الى فرق روك فاشلة جدا .
- أفترض أنك ووالدك لا تميلان الى الفن؟
وتابعت حديثها ضاحكة : ( وإلى موسيقى الروك خصوصا ؟)
- لقد قامت الدول على المهن والتجارة .
- لا أعني هذا . ولكن لعل رالف المسكين يعاني من عقدة نقص لأنه لا يتمتع بحسك العملي .
فكر ليتون قليلا وأجاب : ( قد تكونين على حق ولكن رالف حر في خياراته ).
فقالت ممازحه : (يحمل صوتك نبرة حذر وعدم حماس ، ياليتون ..
ولكن هذا ليس من شأني ، كم يبلغ عمره؟)
- السادسة والعشرون ..
فسألته بفضول : ( وكم يبلغ عمرك أنت؟)
- خمسة وثلاثون عاما ، فرق السن كبير ، في الواقع . لا بد أن عمرك أنت ...أربع وعشرون سنة؟
- بل خمسة وعشرون وسأبلغ السادسة والعشرين قريبا . هل تعتبرني صغيرة في السن؟
- ما الذي جعلك تظنين ذلك؟
فهزت كتفيها ، وقالت : ( لا أردي ، أنه مجرد سؤال ، لقد سألتني أنت عما يعجبني في الرجال )
- أظنني أشرت الى ذلك في اجتماعنا الأول . وأنت لم تتصرفي عكس الطبيعة حين سألتني عما يعجبني في النساء.
واستند الى الخلف ، حاملا كأس شرابه في يده .
- عندما تتكلم بهذه الطريقة ، يا ليتون ديكستر ...
لكنها لم تكمل جملتها بل سكتت وقد تملكها الإحباط .
انتظر نهاية جملتها ، رافعا حاجبه ببرودة ، وأدركت أنه يسخر منها .
فتابعت تقول وهي تصر على أسنانها من فرط غيظها : ( تزعجني الى أقصى حد . كنت تنظر إلي وكأنني مومس )
- على المرء أن يكون قويا ليقاوم كافة الإغراءات .
فشهقت :
- كيف تعترف بهذا ؟
فتمتم يقول :
- لأنني إنسان .
- هذا يجعل الأمر أسوأ ...إذا كان هذا ظنك بي ، وتريد أن تتراجع عن اتفاقنا ، فاعلمني بذلك.
- لا أريد التراجع ، فهل تريدين أنت ذلك ؟
تشابكت نظراتهما ، وبدت السخرية في عينيه في حين التمعت عيناها غضبا .
- إن كنت ستعاملني كمومس ..وإن كنت ستتعالى عليّ وتطلق أحكاما مسبقة فأنا ...
فقاطعها قائلا :
- أنا أسف ، لن أكرر ذلك . فمن المؤسف أن نخسر نبوغك وإبداعك .
أدارت فيفيان عينيها نحو الرسوم . فقال :
- إنها مدهشة في الواقع . إنها أكثر شاعرية مما يتوقعه المرء عنك .
ردت عليه بحدة :
- أنت لا تعرف شيئا عني . هكذا تعمل العقول المبدعه ، يسيرها الإحساس ..بالإشياء.
- لا بد أنك تحسين بالحب الشاعري ..ولكن قبل أن نعود إلى اتفاقنا ، أنحن في جلسة عمل أن ترفيه ؟
فتحت فمها لتجيب ثم عادت وأطبقته . عندما تراءى لها وجه ستان غودمان المرهق . قالت دون اكتراث :
- بل في عمل ، ياسيد ديكستر . لهذا علي أن أذهب إلى بيتي لأحزم أمتعتي .
قيل لي إنه علي أن أحمل معي ثيابا للسباحة ..والتنس ..وركوب الخيل ..وحتى الكزكت ..
هذا ما عدا ملابس السهرة والرقص وما إلى هنالك؟
- من قال لك كل هذا؟
- شريكي ورئيسي في العمل ، ستان غودمان ، هل هو مخطىء ؟
لم أسألة كيف علم بكل هذه التفاصيل عن مزرعتكم هارفست مون.
فقال ليتون ديكستر وهو يقف : ( معلوماته صحيحة)
وقفت فيفيان بدورها وانتظرا حتى سددا الحساب ، ثم خرجا جنبا إلى جنب . وفي الخارج ، سألها :
- هل يمكنني أن أوصلك حتى باب شقتك .
فأجابت : ( آه ، لا داعي لذلك . أقيم على بعد خطوات فقط ) ...ثم سكتت فجأة ، وقد بدا عليها الإرتباك .
فتمتم :
- لم أكن أفكر في أكتشاف مكان إقامتك عنوة ، لكن يجب أن أعرف من أين أقلك غدا إلى المطار .
وكانا على وشك الوصول إلى الممر الؤدي إلى النهر ، والليل قد أسدل ستاره ، لكنه استطاع أن يرى الأحمرار يصبغ وجهها .عرفت ذلك من ابتسامته الساخرة.
فقالت بسرعة مدافعة عن نفسها :
- كم دفعت ثمن هذا؟
ورفعت يدها اليمنى التي تحمل الخاتم . فهز كتفيه:
- حوالي ..الستين ألف دولار.
خلعت فيفيان الخاتم ، وأخرجت علبته من حقيبتها ثم ناولته إياهما ، قائلة: (خذ ، لن أضعه ).
- لماذا؟
نظرت إليه بثبات وقالت:
- لدي أسباب عملية تدفعني للعب هذا الدور . لعلي علقت كالسمكة في الصنارة ،
ولكني لا أود أن أضع في جسمي ستين ألف دولار من ثروتك.
- يا للفصاحة !
وأخذ العلبة ليضعها في جيبه .
تسارعت أنفاسها ، ثم عاودت السير وهي تقول :
- كما أنني أكاد لا أضع المجوهرات ، ما عدا لآلىء أمي . وأكتفي بوضعها في المناسبات الكبرى . لهذا قد أفقد هذا الخاتم بسهولة.
- إن هذا الخاتم مؤمن عليه . بالمناسبة ، كلما تزينت بالجواهر كلما زاد جمالها .
- أشكرك على هذه النصيحة ، ولكن....
ثم سكتت محبطة ، لتضيف بعد حين : ( صدقني ، أنا لا أحب المجوهرات ، وإن كنت أشعر بالحنين إلى لآلىء أمي ).
- أظن أن اللآلىء ستبدو مذهلة عليك ، يا فيفيان.
توقفت واستدارت لتواجهه . لكنه حافظ على هدوئه ووقف يتأملها ، وقد دس يديه في جيبي بنطلونه .
- في الواقع ، أكاد أراك تضعين اللآلى وحدها...

قالت له بلهجة متوترة:
- ألم تتفق على عدم اعتماد أسلوب الكلام الذي يحمل أكثر من معنى ؟
- اتفقنا على ألا أجعلك تشعرين وكأنك مومس ، لكن ما قلته تعبير عن عاطفة صادقة.
لأننا ، يا فيفيان ، لا يمكن أن نمنع نفسينا من الأنجذاب لبعضنا البعض.
فهذا الشعور موجود ...بيننا).
فقالت بلهجة لاذعه ، بالرغم من أرتجاف صوتها :
- أتظن ذلك؟ أشك . ومن ناحية أخرى ، أنت تعاقبني لأني أعدت لك خاتمك . وهذا ما أعتبره تصرفا دنيئا .
فبدت على وجهه ابتسامة شيطانية وقال:
- حسنا ، وهل أصبت الهدف؟
صرفت بأسنانها وأسلبت أهدابها ، وقد بدا عليها الأرتباك .
- ظننتك تستمتعين بالتنافس ، يا فيفيان .
- أنت مخطئ وهذا رأيك الشخصي . لنعد إلى ما كنت أقوله قبل ...
- قبل أن أطلعك على أفكاري ؟ كنا نتحدث عن السبب الذي جعلك تخلعين خاتمي من إصبعك.
نظرت إليه بمرارة ، ثم عاودت السير مجددا وهي تلوح بحقيبتها :
- هذا صحيح . كنت سأقول إن غدم اهتمامي بالمجوهرات يشكل سببا كافيا كي لا تشتري لي خاتما .
- سأستعمل هذا العذر إذا ما سمعت تعليقا بهذا الشأن .
رفعت بصرها إليه ، ثم انفجرت تقول:
- تبا ! هل اشتريته لي خصيصا أم ...ماذا؟
سكتت فجأة ، لأن الكلمات خرجت بشكل عفوي ، من دون أن تدرك أن هذا ما يعذبها في عقلها الباطن .
بدت في عينيه نظرة غامضة وقال:
- سأخبرك يافيفيان حين تقررين وضعه في أصبعك.

عندما انفتح باب المصعد في الطابق السفلي ، دفعت حقيبتها إلى خارجة و أتبعتها بحقيبة يدها وأمتعتها الأخرى فكادت تصطدم بليتون ديكستر .
عندها ، قالت لاهثة :
- آه ، أسفة .
- لا بأس ، بالرغم من أني لم أصطدم من قبل بحقيبة على عجلات.
- أنا لا أحب ..المصاعد . وخاصة بعدما حثل لي في مصعدك.
- لماذا تسكنين إذن في بناية شاهقة؟
فهزت كتفيها قائلة :
- أقيم في الطابق الثالث . وأنا أستعمل السلالم في أغلب السلالم في أغلب الأحيان ، وهذا مفيد للقوام.
راح ليتون يتأمل قوامها ، ثم تمتم قائلا : ( أعترف أني أوافقك الرأي ).
كان يرتدي بنطلونا كاكي اللون وقميصا مقلما باللونين الأزرق والأبيض وقد ثنى الكمين إلى أعلى : ( بالمانسبة ، وكنت سيارتي أمام الباب الأمامي لهذا علينا
لهذا علينا ألا تضيع الوقت ).
فقالت له بحدة : ( آه ، لا ! يمنع وقوف السيارات هنا) .
ثم ما لبثت أن تغيرت ملامحها عندما وقعت عيناها على سيارة رولز رويس رماديه أمام الباب:
( أنا واثقة من أنهم سيستثنون سيارتك ، وإن كان هذا لا يعجبني ).
- لن أكرر فعلتي .
خرجا من الباب ووضع لها حقائبها في صندوق السيارة ثم صعد إلى جانبها وهو يقول : ( إنه يوم رائع للطيران) .
فقالت وهي تنظر إلى السماء الصافية :
- نعم ، والحمد لله .
-إذن ، أنت لا تستعملين المصاعد إلا عندما تحملين أغراضا كثيرة؟
اتكأت فيفيان إلى ظهر مقعدها وقد أعجبتها رفاهية السيارة البالغة.
- طبعا لا ، فأنا لست من هواة صعود السلالم ، وأضطر لاستعمال المصاعد في العمل وفي أوقات أخرى.
أما في بيتي فأفضل أن أمشي . كما أن المسؤول عن المبنى لطيف للغاية .
وعندما أشترى حاجياتي أتركها عنده فيحملها إلى شقتي .
أنهت كلامها ولاذت بالصمت معظم الوقت . ولم يبد عليه أنه لاحظ صمتها،
إذ تلقى اتصالين هاتفيين أثناء الرحلة . وفيما استسلمت للاسترخاء.
صب هو اهتمامه على القيادة وعلى أعمالة .
وقالت له فجأة عندما تجاوز المنعطف المؤدي إلى المطار المحلي : (أظنك تجاوزت المنعطف)
فالتفت إليها قائلا :
- لا ، نحن ذاهبان إلى مركز ( الملاحة الجوية العامة)
ابتلعت ريقها وقالت:
- أنت لا تعني ..لست متوجها إلى مركز الطيران التجاري؟)
- بل أعني ذلك.
تابع سيره ، وتجاوز بسيارة الرولز سلسلة من البوابات إلى أن توقف أخيرا أمام أحد المدارج حيث وقفت طائرة وحيدة .
- أنت لست جادا؟
اضطربت فيفيان حين سمعت صوتها المرتفع ، في حين قطب جبينه .
- سنستخدم هذه الطائرة لننتقل إلى المزرعة . صدقيني إنها أفضل طريقة للسفر ، فهي توفر علينا رحلة طويلة بالسيارة إلى المزرعة ، و ..
فقاطعته وهي ترتجف :
- قد تكون أفضل طريقة للسفر بالنسبة لك ، لكن ليس بالنسبة لي .
- اسمعي يا فيفيان ! عندما أنهيت دراستي ، التحقت بالقوات الجوية ،
وعملت كطيار لسنوات عدة ، يمكنني ، في الواقع أن أقود طائرة أكبر منها وأكثر تطورا.
لكنها قطعت كلامه قائلة برزانة:
-أنت لا تفهني ، ماذا أفعل برأيك في الدقائق العشرين الأخيرة ؟
- ماذا ؟ كنت هادئة بعض الشيء ، ولكن ... ليس لدي أدنى فكرة.
فردت بعنف : _ تماريني ، أخبرتك أني لا أحب العلو ..حسنا ، أنا أكرة الطيران أيضا . وعلي أن أقوم بسلسة من التمارين للإسترخاء كل ما استقليت الطائرة.
يمكنني الآن أن أركب طائرة تجارية ، بفضل الطبيب النفساني ، ولكن لا يمكنني أن أستقل
شيئا خفيفا صغيرا كهذا).
ساد صمت مطبق للحظات ، راح بعده يضحك برقة ، فقالت له بانزعاج :
( هل ترى في هذا أمراً مضحكاً..)
- فيفيان ..هذه ليست شيئا خفيفا صغيرا . يمكنها أن تنقل تسعة أشخاص ، وهي سريعة جدا ومعجزة التقنية الحديثة . آه ، حسناً ..نعم ، أنا أضحك ، لأنني أفكر في كافة الجوانب ..المصاعد ..
العلو ثم الطائرات ، في حين كنت أظنك فتاة عصرية.
فقالت عابسة : ( أنا فتاة عصرية غالباً)
- هل أنت واثقة من أنها مشاكلك النفسية الوحيدة ؟ أود أن أعرف كي لا أقترف الغلطة نفسها مرة أخرى.
فما كان منها إلا أن نظرت إليه بمرارة وردت:
- نعم.
- لا بأس ، فلنرى إذن ما يمكنني فعله لحل هذه المشكلة.
وبعد نصف ساعة ، كانت تجلس إلى جانبه في قمرة القيادة .
كان الإنجاز رائعا ، رغم أنها لم تصل إلى مرحلة الإعتراف بذلك.
قدمها أولا إلى الميكانيكيين المسؤولين عن صيانة الطائرة فأخذوها بجولة في الطائرة.
وتأثرت بخبرتهم وحماستهم وباحترامهم البالغ لليتون ديكستر.
لم يسمح للتوتر الذي ساد بينهما بالظهور ، كما كتمت خوفها من العلو.
كان يعاملها كصديقة راشدة . فسألها ، والطائرة تتحرك على أرض المطار:
- هل أنت على ما يرام؟
كانت تضع سماعتين على أذنيها بعد أن علّمها كيف تستعمل الميكروفون عندما يتحدثان ،
وتستمع إلى برج المراقبة في الوقت نفسة . كما علمها كيف تحافظ على رباطة جأشها.
- لا تنسي ، أنا أعلم ما أفعل . بما أنك وافقت على ركوب السيارة معي .
أعلمك أن قيادة الطائرة ليست أصعب بالنسبة لي .
وسلامتي الشخصية هي بأهمية سلامتك عندي .
ابتلعت فيفيان ريقها ثم أومأت ، فأكمل قائلا:
- كما أنك هنا لتستمتعي بوقتك . وهو يوم جميل للتحليق فوق خليج ( موريتون) .
وكان على حق ، إذ أشار إلى جزر ( سانت هيلينا ) و ( موريتون ) و( يبل) ثم حلقا فوق الساحل ، ومرا فوق ( سيرفرز باردايس )
وبدأت تسترخي ، شيئا فشيئا ، لكنها لم تفلح كليا ..
وشكت في أن تتمكن من ذلك يوما ما ..لكن الرحلة كانت هادئة ، لم تشعر خلالها بالتوتر الذي يدفعها عادة إلى التشبث كلما مالت الطائرة .
كما أنه أضفى على الرحلة طابعا مميزاً.
حين أخذ يشير إلى المدن والأنهار على طول الساحل .
وبعد ساعات ، أعلمها أنهما على وشك أن يحطا على المدرج الخاص لمزرعة ( هارفست مون ) فبدا عليها التوتر وراح العرق يتصبب منها.
ولم تعد قادرة على التركيز على المناظر الطبيعية .لمست الطائرة الأرض بخفة ونعومة ، واستدار بها ليقف على المدرج .
عندئذ شعرت بتراخ في عضلاتها ، ولم تقو على الحركة مما جعله يساعدها على نزول السلم.
لا بد أنه أدرك ما أصابها ، إذ قال لها برقة دون أن يترك يدها : ( أنت شجاعة جداً ، يا فيفيان)
تملكها شعور بالسرور سرعان ما تبعه شعور آخر عرفته من قبل .
- أسفه ، يا ليتون ، لكني على وشك التقيؤ.
فوضع ذراعه حولها ، وقال:
- لا ، يا فيفيان ، لن تتقيئي ، تنفسي بعمق.
- لا يمكنك التحكم بذلك ، يا ليتون...
فرد بصوت هادئ ، واثق:
- بل أستطيع ، إفعلي فقط ما أقوله لك ، خذي نفساً عميقاً ، ولا تنسي أنك على الأرض.
والهواء نقي منعش . أنت لست وحيدة وأنا معجب بك للغاية . خذي نفساً عميقاً مرة أخرى.
خففت عنها طريقته في الكلام الهادئة الواثقة ، بشكل لا يوصف ، كما أن وجود ذراعه حول خصرها بعث فيها شعوراً بالأمان ..فأخذت تتنفس بعمق.
إلى أن مرت الأزمة بسلام ، فقالت متعجبة:
- لا أدري كيف فعلت هذا .
وخفق قلبها ، حين ابتسم لها وقال:
- إنه قيء ناتج عن ردة فعل عصبية وليس عن مرض .
- لا بد أن الأمر كذلك ، فأنا أشعر بالغثيان عندما أتوتر أو أصاب بالدوار في المواقف الصعبة.
فتمتم يقول :
- أنت تعانين من مشكلة ما ، يا فيفيان ، أليس كذلك؟
أعلم أنك لم تصابي بالدوار معي ، ولكن هل سببت لك الغثيان قط ؟
في ما عدا حين أصريت عليك لتركبي الطائرة معي ؟
فأجابت ببطء :
- حسنا ، لا .. وهذا غريب ، لأنك ...لأنك تثير في أحياناً ردة فعل لم أعهدها من قبل .
رفع حاجبه ساخراً ، وسألها : ( مثل ماذا؟)
عبست ، وتمنت لو تنشق الأرض وتبتلعها عن أنظاره ، ولكن هذا جزء من المشكلة . إنها جاذبية ليتون ديكستر البالغة .
فكيف شعرت مثلاً بالأمان والحماية حين أسندها بذراعه .
وأنقذها من ردة فعل تخجلها ، فيما يتملكها الآن شعور مختلف ؟
أحست بقربة منها وبالجاذبية التي تتطاير من عينيه ، وتنبعث من تسريحة شعره .
وملامحه التي تتغير ما بين الهزل حيناً ، وبين القوة والثقة حيناً آخر .
فقد كان وسيماً ، قوي البنية وهذا ما يجعلها تشعر بأنوثتها ، وأحست بأنها تتخبط في بحر لا تعرف قراره.
مما أخافها وأربكها . إن مشكلتها البالغ به وشعورها بقوة نظراته التي تجول على وجهها وعلى قدها الرشيق وإحساسها بالسعادة لأنها ترى أنها تجذبه ..
هذا الرجل يحرك فيها مشاعر لم تعرفها من قبل ، مشاعر لم يسبق أن جعلها تشعر بها أي رجل هذا ما يخيفها .
أدركت أنه تكهن بما يجول في ذهنها ، أو لعله فهم ردة فعلها حين انتابتها تلك الرجفة المفاجئة ..
علمت أنه سيعانقها ولن تكون قادرة على منعه ..
وأنها أجابت على سؤاله ، بلغة أبلغ من الكلام .
وبعد دقائق ، كانت تقف مرتجفه بين ذراعيه تريح جبينها على كتفه وهي تتنفس بعمق
بينما هو يمرر أصابعه في شعرها ويضمها إليه . ولكن ما أن أحست بأنها ، من الشجاعة ،
بحيث يمكنها أن ترفع عينيها إليه دون إن تكشف عن مشاعرها حتى سمعت صوتاً يقول :
- المعذرة .
فوجئت بالصوت الغريب ينبعث من وراء كتف ليتون ، فأجفلت وكادت تقفز لو لم يشتد ضغط ذراعي ليتون عليها .
ولم يطلق سراحها على الفور ، بل احتفظ بيدها في يده ، واستدار ليرى من ذا الذي وصل .
كان شاباً طويل القامة ، رمادي العينين . وقد ربط شعره الأسود إلى الخلف .
ووضع في أذنه قرطاَ فضياَ ، اتكـأ الدخيل إلى صندوق سيارة ( لاند روفر ) وراح يتأملها . نظرت حولها بارتباك وقد أحمر وجهها لأنه وصل بالسيارة دون أن تنتبه إليه.
استقام بوقفته ، ثم أنحنى أمامها ، قائلا :
- عذرا ، يا سيدتي . لكني منتدب لأصطحابكما ، أنت وليتون ، بعد أن أتصل بالمنزل .
فرد ليتون ببطء من دون أن يفلت فيفيان : ( شكراً يا رالف . أقدم لك خطيبتي فيفيان فلوري ) .
فهتف رالف بارتباك : ( ماذا؟)
عندها تمتم ليتون :
- لقد سمعتني . هذا أخي رالف ، يا فيفيان . لقد حدثتك عنه قليلاً.
- نعم ، نعم .
كان هذا جلّ ما استطاعت قوله ، إذا تدفقت الأفكار المختلفة إلى ذهنها .
فعندما وصفت لليتون ( حبيبها اللاتيني ) ، كما سمته ، وصفت رالف ديكستر .
وعندما عرفه ليتون عليها صعق لدرجة أخرسته ؟ ترى ألم يخبر ليتون أحداً بأنه سيحضر رفيقة معه ؟
إذ يبدو جلياً أنه لم يأتِ على ذكر خطيبته ..وكيف جرفتها مشاعرها بحيث لم تسمع رالف حين وصل ؟
ويبقى السؤال الأهم ، ألم يسمعه ليتون مثلها ؟ أم أنه استغل الفرصة ؟
قطع ليتون سيل أفكارها ليقول : ( ساعدنا يا أخي )
- حسنا . ولكن أولاَ ، أهلاً بك فيفيان ! لقد أعجبني ذلك . يعجبني منك كل شيء ، في الواقع !
ومد يده بابتسامة صبيانيه عريضة ، مضيفاً :
- أهلاً ومرحباً بك في بيتنا ! سيكون ..أسبوعاً رائعاَ .
صافحته فيفيان وهي تبتسم بوهن :
- شكراً ..هذا ..هذا يبدو جميلاً .
ونظرت حولها للمرة الأولى ، ولكنها لم تر ما يلفت نظرها ، بل مدرج من الأسمنت وحظيرة صغيرة للطائرات ودغل يحيط بها .
غمزها رالف وهو يلاحظ استغرابها ، ثم قال :
- أفهمك جيداً ، نحن بعيدون عن البيت ميلاً كاملاً لكن الأمور ستتحسن .
وتدخل ليتون قائلاً بشيء من الجفاء :
- أظن أن الغداء جاهز وبإنتظارنا .
حمل رالف حقيبتها ، وعلق : ( إن التأخر عن وجبة الطعام خطيئة كبرى ، يا فيفيان . اصعدي إلى السيارة وسأساعد أنا ليتون في نقل بقية الأمتعه ) .
لكن ليتون أحتل مقعد القيادة إلى جانب فيفيان بينما جلس رالف حزيناً في المقعد الخلفي ، وسألع ليتون :
- من في المنزل ؟
- ( ماغ) و ( إدي ) واللايدي ( واين رايت )
وسكت ثم ابتسم ابتسامه عريضة عندما أخذ ليتون يطلق الشتائم والسباب .
تابع بعدها يقول : ( اثنتان من وصيفات العروس ، إبنة عمنا ماري مع أولادها ، ثم ..فيرجينيا).
ساد صمت قصير غريب قال ليتون بعده بشكل عفوي :
- آه حسنا ، سيكون العدد كافياً لنلعب بعده الغداء ، إلا إذا ..هل تلعبين الغولف ، يا فيفيان؟
- لا ، أجيد التنس والكروكت فقط ..
فتأوه كل من ليتون ورالف ، بينما تابعت تقول : ( لا ألعب الفولف ، لكني أجيد السباحة وركوب الخيل ) .
فقال رالف لأخية وهو يمد رأسه بينهما من المقعد الخلفي :
- ألا تعرف إن كانت تلعب الغولف أم لا ؟ إنكما غريبان حقاً.
فاضطربت فيفيان ، بينما رد ليتون بهدوء :
- من الغريب أن هذا لم يخطر على بالي .
فضحك رالف ، ثم تظاهر بالجدية وهو يسأله :
- متى تعرفتما إلى بعضكما البعض ؟
- من مدة كافية ، هذا هو المنزل ، يا فيفيان ، إنه من عصر فيلم ( ذهب مع الريح ).
كان المنزل جميلاً ، برأي فيفيان ، ويقوم على هضبة . كما تمتد أمامه مروج خضراء تنحدر نحو النهر حيث رصيف ترسو قربة قوارب .
يتألف المنزل من طابقين ، وقد طلبت جدرانه باللون الأصفر الفاتح بينما دهنت النوافذ بالأبيض . يتميز المنزل بشرفة تلتف حوله .
ولا حظت فيفيان ، عندما توقفت بالسيارة ، مجموعه من الأشخاص ، يجلسون إلى مائدة كبيرة على الشرفة.
يتناولون الغداء . أغمضت عينيها للحظة .
وتمنت لو كانت على بعد الآف الأميال ثم قالت بعفوية :
- ألا تظن أنه من الأفضل ألا نخبرهم بالأمر على الفور ؟
فقال رالف على الفور :
فكرة جيدة جداَ . فهذا الخبر سيحدث خضة بين الحضور.
فرد ليتون ببطء :
- شكرا على نصيحتك ، يا رالف ، لكنني سأتصرف.
ورمق أخاه شزراً ثم التفت إلى فيفيان مضيفاً : ( هذا أمر تافه مقارنة مع الإنجاز الذي حققته اليوم ).
وللحظة ، وفيما كانت عيناه الزرقاوان تنظران إليها ، وقد ارتسم فيهما المرح والدفء معاً .
راح قلبها يخفق بسرعة وغرابة وهي تتساءل محتارة عما إذا كان الأمر جدياً وحقيقياً .
وعما إذا كانت مخطوبة بالعفل لليتون ديكستر . وبللت شفتيها بلسانها ، قائلة:
- أنا ..أنا لست واثقة من ذلك .
وقال وهو يخرج من السيارة : (ثقي بي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
خطيبة بالإيجار (رواية من روايات احلام)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
O?°'¨ (moga) ¨'°?O :: `*:•. ][ المنـــــــتديـات الــــــعــــامـــ ـه ][.•:*¨` :: ◆◦ ˊ كــلام فــــى الـــــحــــــــب ˊ◦◆-
انتقل الى: