السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ازيكم يا احلى اعضاء عاملييييين ايه؟؟؟؟
يا رب تكونوا بخير
انا النهرضة جايبالكم فكرة جديدة ومش عارفة هتعجبكم ولا لا
جايبلكم رواية من سلسلة روايات احلام العاطفية واكيد كلنا عارفينها
وانا دلوقتي هحط جزء منها ولو عجبتكم هكملها ولو معجبتكمش برضو هكملها
لا بجد لو معجبتكمش عادي يعني مش هتتكمل
هيا عجبتني ويا رب تعجبكم
1- لقاء الماء بالنار !
قال ليتون ديكستر :
- ما من فتاة تود ان تكون أعلى خوخة على الشجرة بحيث لا يصل اليها احد ...
اخذت فيفيان فلوري نفسا حذرا , لتخفي بذلك رغبتها في القيام بردة فعل عنيفة كأن تسدد لكمة الى فكه الجميل .
كان ليتون رجلا جذابا , بعينين شديدتي الزرقة , وشعر قاتم اللون واسنان ناصعة البياض , وقد تميز بابتسامة ساحرة هي مزيج من المكر والتكاسل .
ارتدى بنطلونا كاكي اللون وقميصا بمربعات كحلية وقرمزية وسترة من التويد وان توقعت ان يرتدي ملابس اكثر تكلفا وأنقا , تليق برئيس شركة كلوفر التي تنتج الكثير من الكماليات.
ان أي رجل يخضعها لمثل هذا الفحص الدقيق , انما يجر على نفسه بالكراهية والدمار . لكن المشكلة الوحيدة هي انها ليست في وضع يسمح لها بالتشاجر مع هذا الرجل .
كانت قدرة شركة كلوفر جلية في هذا المكتب فلم يكن يتميز بالمناظر الرائعه التي يطل عليها وحسل , انما كان تحفة ثمينة لا تضاهي بجمال زخارفه ويكوره البديع ,
من الستائر المخملية السميكة الزرقاء والسجادة البيضاء , واللوحات الزيتيه الفائقة الجمال , الى المكتب الفخم ذي السطح الزجاجي والذي لا يعلوه سوى جهاز واحد ومفكرة مكتب وبعض الصور الفوتوغرافية التي كانت قد احضرتها .
وهكذا تظاهرت بعدم الاكتراث لنظراته التي راحت تنتقل متمهلة بين وجهها وشعرها المجعد الكثيف الذهبي , وقوامها الرشيق في ثوبها الفيروزي الحريري وساقيها في الجوربين الشفافين . اما ما اغاظها في كل هذا فهو انها حافية القدمين ولسبب مزعج مقلق.
كانت قد خلعت حدذائها في المصعد المكسو بالسجاد وهي متوجهة الى مكتب ليتون اذ ارادت ان تريحهما قليلا لشدة ما آلماها. ولكن المصعد توقف فجأة بعد انقطاع التيار الكهربائي فتملكها الذعر , وهكذا عندما عاد التيار مجددا
وتوقف المصعد عند الطابق الذي تقصده وفتح ابوابه اندفعت الى الخارج وهي ترتجف خوفا وارتياحا .. من دون ان تنتبه الى انها حافية القدمين فيما تابع المصعد تحركه .
راحت تضغط مذعورة على الازرار فتوقفت عندها ثلاثة مصاعد انما لم يكن بينها ذاك المنشود . وادركت ان حذائها الفيروزي الجميل الذي يناسب ثوبها تماما , رغم انه غير مريح لا يزال يصعد ويهبط بين الطوابق .
كانت لا تحسد على موقفها وهي تتوجه نحو موظفة الاستقبال لتشرح لها قصة الحذاء بعد ان تأخرت على موعدها , ثم وهي تسير الى موعدها حافية القدمين , وقد احست وكانها في جهنم , لتشرح قصتها من جديد وانما هذه المرة .. لرجل .
دفعته قصتها الى توجيه ابتسامته الماكرة اليها , فوجدت نفسها تتساءل عما يفكر فيه ويخفيه وراء ابتسامتها ايحسبها شقراء تحب لفت الانظار ؟
سألها ليتون وهو يربت على الصور الموجوده على مكتبه :
- الا توحي لك هذه الصور بالتمثال , يا آنسة فلوري ؟
فقطبت جبينها وقالت معترفة :
- لا , نعم , اسمع ... لم يخطر هذا ببالي قط . كما انني لم افهم تماما ما عنيته بكلامك عن الفتيات والخوخة في اعلى الشجرة ياسيد ديكستر . ولكن صدقني , جوليانا جونز مسرورة لاحتمال اختيارها عارضة اساسية للشركة .
ثم سكتت وانحنت فوق المكتب لتدير الصور نحوها :
- اتبدو غير سعيدة برأيك ؟
- لا . لكنها تبدو لي متيبسة بعض الشيء اذا ادركت ما اعني . العينان رائعتان ولكن ينقصهما بريق الانوثة .
لم تستطع فيفيان ان تمنع ردها السريع والساخر :
- هذا لأن احدا لم يصل اليها شعرها رائع صدقني ان الفتيات كلهن يتمنين لو يتملكن شعرا مثله.
اضافت جملتها الاخيرة بسرعة لتغطي التلميح الذي تضمنه كلامها .
اخذ ليون يتأمل مطولا شعر جوليانا الاسود الامع المنسدل على كتفيها , ثم رفع نحوها تلك الابتسامة الماكرة واخذ يتفحصها مجددا .
هذه المرة لم تتمكن فيفيان من ضبط نفسها فتملكها شعور بالانزعاج وعلا الاحمرار وجهها . ولعل شعورها هذا ناجم عن عينيه الكسولتين واليقظتين اللتين بدتا وكانهما تسيران اغوار نفسها .
ثم هز كتفيه ببساطة وقال :
- اظن ان فكرة استغلال شعرك انت في الاعلانات افضل يا آنسة فلوري وفي الحقيقة اظنك ستنجحين كعارضة اساسية للشركة .
- هل لأني ابدو وكان احدهم وصل اليّ؟
حملت عينا فيفيان غضبا صادقا وعارما . ليس بسبب تلميحه وحسب بل لأنها كرهت ان يفكر بها بهذه الطريقة .
- ياسيد ديكستر ...
عندها قرع باب المكتب بخفه ثم فتح ليطل منه رأس موظفة الاستقبال :
- آسفة , ولكن بالنسبة لحذائك يا انسة فلوري ...
فالتفتت فيفيان اليها بلهفة :
- هل وجدته ؟
-كلا للأسف . لقد فتش الحارس المصاعد كلها , وسأل كافة المكاتب الموجوده في البناية لكن يبدو ان احدا لم يره .
فردت فيفيان غير مصدقة :
- هناك من اخذه اذن . كيف يمكن لأحدهم ان يفعل هذا؟ آه ارجو ان يؤلم الحذاء قدمي التي اخذته كما آلم قدمي .
تدخل ليتون برزانه بالغة مصطنعه قائلا :
- من يسمع كلامك يظن انك تشعرين بالارتياح لتخلصك من ذاك الحذاء .
فالتفتت اليه تواجهه:
- انك بالغ الذكاء , يا سيد ديكستر . لكن المشكلة الاساسية هي كيف سأنتقل حافية القدمين ؟ يفترض انك فكرت في الامر .
- ان كانت سيارتك في الموقف تحت الارض فما عليك الا ان تقفزي من المصعد اليها .
- لم احضر بالسيارة, بل جئت بالقطار ومن ثم استقليت سيارة اجرة .
رفع حاجبيه وكأن تصرفها هذا بدا له سخيفا وصعب الفهم . فما كان منها الا ان صرت على اسنانها وقالت :
- ان الطريق الرئيسي بين بريسبن وشاطئ الذهب غارق في الفوضى هذه الايام لأنهم يوسعونه. ولم أشأ ان اتأخر عن الموعد اذا قطعوه , لهذا كان القطار الخيار الافضل . وفي الواقع كانت الرحلة في القطار مريحة جديا .
قالت موظفة الاستقبال وهي تنظر الى ليتون :
- هل لي ان ادلي برأيي ؟
اومأ لها برأسه فأضافت :
- بما ان احدهم سرق حذائك يمكنني ان ارسل احدى الفتيات لتشتري لك حذاء اخر يا آنسة فلوري .
فقال ليتون :
- فكرة نيرة يا سيدة هاربر . افعلي ذلك في الحال . و.. سندفع نحن ثمنه .
ثم نظر الى فيفيان التي قالت :
- بإمكاني ان ادفع ثمن حذاء ...
فرد بحزم :
- لا لا . مادام سرق في هذا المبنى فنحن المسؤولون. ماهو مقاس حذائك ؟
- 6 ونصف... ولكن اسمع ...
نهض واقفا ودار حول المكتب لينظر الى قدمي فيفيان :
- أي لون تقترحين ياسيدة هايبر ؟
- بيج فحقيبة يدها بيج . واقترح الا يكون بطعب عال . هل كانت هذه مشكلة حذائك يا انسة فلوري ؟
اخذت فيفيان نفسا عميقا وانفجرت فجأة ضاحكة :
- لا اتذكر يوما اسوأ من هذا اليوم . شكرا لكما لكنني اصر على دفع ثمن الحذاء فأنا من تركته في المصعد .
مدت يدها الى حقيبتها فقالت المراة الاخرى وهي تخرج :
- لن اخذ النقود مادام السيد لم يغير رأيه .
عاد ليتون الى مقعده ثم شبك يديه واسند اليهما ذقنه .. اما فيفيان فأغلقت حقيبتها ووضعتها على الارض وعادت تركز على العمل . تذكرت وكالة والاعلانات حيث تعمل
والفائدة التي سيجنونها ان هم حصلوا على اعلانات الشامبو في شركة كلوفر .
عادت تتأمل الصور الفوتوغرافية وتقاطيع وجه جوليانا الناعمة الجميلة . ثم قالت بجدية :
- حسنا , لعل رأي الرجال في النساء مختلف , ولكن قد يدهشك ان تعلم ان النساء يلبسن من اجل النساء الاخريات غالبا . وهن اللاتي يشترين الشامبو الذي تنتجونه. وقد عرفنا الآن ما يدور في ذهنك , يمكننا تنفيذ الاعلان بطريقة مختلفة بعض الشيء. يمكن ان نصور فيلما دعائيا فرحا بدل ذلك الجدي .
- لا اظنك تتحدثين عن نفسك على أي حال ؟
فتحت فمها لتطلب منه الا يعود الى هذا الموضوع مجددا لكنها عادت واطبقته ثم قالت :
- لم اعمل كفتاة اعلانات من قبل ولهذا قد ابدو اكثر تيبسا من جوليانا وان لم تكن تبدو متيبسة حقا . كما ان ها قد يجرحها ... .
وسكتت فجأة وقد اعتراها الاضطراب .
لم لا تجربين ذلك ؟
فمالت برأسها جانبا وقال مقبطة :
- انت غير جاد طبعا .
- على العكس .
لماذا ؟
فأجاب ببساطه:
- احب هذا النوع من الجمال , بالمناسبة, هل تقبلين دعوتي لتناول الغداء ؟ بعد ان يشتروا لك حذاء بالطبع .
احست فيفيان بدوار لهذا المنحنى المافجئ الذي اخذته الامور .
لاحظ ليتون وقع كلماته عليها وضحك في سره. تأملها فرأى امراة لا يكاد طولها يتجاوز الـ155سم هي كتلة من الحيوية البالغة تتدفق من جسد رشيق .
هل هذا ما دفعه للاستشهاد بذاك المثل الشعبي عن الفتيات والخوخ , الذي قرأة صدفة عند الصباح؟ ولعله قاله لكي يثيرها . واذ بتلك العبارة التي استشهد بها تفقد لسوء الحظ , تلك الفتاة المجهولة , جوليانا جونز وظيفتها .. فهي تبدو كلوح من الخشب مقارنة مع هذه الفتاة وتبا لذلك !
قاطعت فيفيان افكاره المحيطه , بسؤاله :
- الغداء ...اين ؟
- في الجهة المقابلة مطعم يتيميز بطعام لذيذ وخدمة ممتازة لدي عرض لك يا آنسة فلوري .
طرفت فيفيان بجفنيها وسألت بسرعه :
- اهو عمل , ام .... ؟
سكتت فجاة لكن ما عنته كان واضحا .
فقال ساخرا :
-عمل طبعا .
رفضت ان تحمر خجلا وردت عليه متمتمه :
- المعذرة لكن لا يمكن للمرء ان يتنبأ بنوايا الرجال .
فقال بجد :
- هذا صحيح .
وسادت لحظة صمت عادت لتقول من بعدها .
- انت تسخر مني منذ وطأت قدمي هذا المكتب ولا يأس . قد ابدو مضكة ولكن هذا يكفي .
طرق الباب فلم يضطر ليتون الى الجواب , ودخلت السيدة هابر تحمل 3 علب احذية :
- قصدت بنفسي متجر الاحذية واحضرت هذه لتختاري من بينها يا آنسة فلوري .
كتمت فيفيان اشمئزازها من ليتون واخذت تجرب الاحذية .
قالت لها المرأة :
- امشي قليلا , قبل ان تقرري ما تختارينه ... شخصيا افضل الحذاء الذي تنتعلينه الآن فهو انيق وعملي ايضا . ما رايك يا سيد ديكستر ؟
- شخصيا , اعجبني الثاني . ربما ليس عمليا جدا لأنه مفتوح من الخلف لكنه يناسب قدميها .
وقفت فيفيان وسط مكتبه ووضعت يديها على وركيها ثم راحت تتساءل عما اذا كانت في مستشفى للمجانين.
فقد اتكأ الى كرسيه وعاد يتأملها وكانهما وحيدان في الغرفة فيما هي تستعرض نفسها وكانها امراة جديدة سيضمها الى حريمه .
ولم تزعجها نظراته وحدها وانما محوالاته لجعلها تعي جمالها في ثوبها الفيروزي الحريري. كانت تحب هذا الثوب للغاية .
ليس للونه فحسب بل لتفصيله اذ لم يكن فاضحا انما بسيطا انايقا ومناسبا جدا للعمل . فكيف يمكن لثوب اعتادت ان ترتديه ان يجعلها تنتبه لتناسق جسمها ؟
لكن لم يكن الثوب هو السبب بل ليتون نفسه وطريقته في النظر اليها مما زاد الطين بله انه بدا خبيرا في النساء , يحيث يمكنه ان يطلق عليهن حكما صحيحا وتملكها الرعب وهي تتخيل نفسها وقد اصبحت واحدة في نسائه .
قالت بحزم وهي تشير الى الحذاء الذي كانت تنتعله :
- سأخذ هذا الحذاء ياسيدة هاربر فهو .. انه مريح قدمي اكثر من الحذائين الاخرين .
ثم رمقت ليتون بنظرة انتضار واضافت :
- اشكرك كثيرا فقد ازعجتك لكنني اصر على دفع ثمنه .
فردت المرأة وهي تضع الحذائين الاخرين في علبتهما:
- حسنا , سأدعك تنهين الامر مع السيد ديكستر علما ان ثمنه قد دفع .سأعيد هذين الى المتجر في الحال .
جلست فيفيان ومدت يدها الى حقيبتها , قائلة :
- ان السعر مدون على العلبة لذا ...
واخذت من حافظة النقود المبلغ المطلوب , ثم وضعته على المكتب ولكن الهاتف رن واستغرق الاتصال 5 دقائق تقريبا فأخذت في هذه الاثناء تتململ وتتحسس النقود .
وعندما انتهت الكالمة , وقبل ان يتمكن من الكلام , قرعت السيدة هاربر البابا مجددا بدت عليها خيبة الامل حين دخلت وهي تحمل بين يديها حذاء فيروزي اللون وتقول باضطراب :
- اخذه شخص من المصعد لكن لم يكن لديه الوقت الكافي لتسليمه للحارس قبل الآن , وكنت انا قد اعدت الحذائين الى المتجر .
اغمضت فيفيان عينيها وقالت:
- انا احتاج الى شراب .
- فلنخرج لتناول الغداء اذن .
فتحت عينيها ونظرت اليه بحذر :
- لم اقل هذا .
- يجب ان نناقش العرض .
ترددت للحظة ثم هزت كتفيها حين تذكرت هدف زيارتها الحقيقي . عليها ان تنجح في اقناعه بتكليفها بحملة اعلانات شامبو شركة كلوفر .
******
لم تكن منطقة ايفنديل الصناعية منطقة واسعه انما نجد فيها بعض الحدائق والساحات ومطاعم صغيرة تتألق بألوان زاهية . ولاحظت فيفيان انها منطقة حيوية للغاية يجري في الجهة الغربية منها نهر نيرنغ .
كما تمتد في الجهة المقابلة مباني ساحل الذهب ومنطقة البنوك والحدائق العامة فضلا عن مركز للفنون والمسرح .
اختار ليتون مطعما محاطا بشجيرات قصيرة يضج بالحياة والالوان الزاهية , تفوح منه رائحة الطعام الشهية . اصطف الزبائن عند المدخل لكن ليتون لم ينتظر , بل اقتاده النادل على الفور الى المائده المخصصة له .
وطلب كأسي عصير في انتظار جهوز طعامهما .
وارتشفت بعض العصير ثم ما لبثت ان علقت :
- هل تصدق ان شخصا ما قد يعاني ما عانيته اليوم يا سيد ديكستر ؟ لا اعني ان تسخر مني مجددا , ولكن عليك ان تعترف بأن فقدان حذائي يمكن وصفه بالمصيبة .
ابتسم لها ابتسامة عريضة واجاب :
- اعترف .
وفكرت فيفيان في قرارة نفسها في ان علاقتهما الآن تبدو مجرد تقارب ودي . ولا وجود لأي نوع من الانجذاب على الاطلاق .
- والآن ماهو عرضك ؟ أمل ان يحسن يومي هذا !
فرمقها بنظرة هازلة تعني انها لم تخدعه مطلقا: اريدك ان تتظاهري بأنك خطيبتي وذلك لمدة اسبوع يا آنسة فلوري .
كانت فيفيان ترتشف شرابها فكادت تختنق وهي تقول:
- ظننت .. ظننت.. قلت لي ان الامر يتعلق بالعمل .
- وهو كذلك .. قلت ان تتظاهري بذلك .
ثم تمتم للنادل الذي كان يضع الطعام امامهما :
- آه , شكرا .
نظرت فيفيان الى طعامها ثم رفعت عينين جادتين نحو ديسكتر الذي اضاف : يبدو انني صدمتك .
- هذا صحيح. هل لك ان تشرح لي لما علي ان اتظاهر باني خطيبتك ؟
- حسنا لا تدعي طعامك يبرد . في الواقع , لدي التزامات اجتماعية لمدة اسبوع .. حيث قد اصبح .. فريسة لبعض النساء . فإن كنتي خطيبتي سيلزمن حدهن , اليس كذلك ؟
رطبت فيفيان شفتيها وابتلعت ريقها مرارا وهي تحاول استيعاب اقواله. ثم جازفت وطرحت عليه سؤالا:
- هل تنخدع بك النساء ؟
- نعم للأسف . وان كنت لا اعلم السبب .
فقالت بعجب :
- الا تعلم السبب ؟ الا تظن ان الامر يتعلق بشرائك ووسامتك وشبابك ؟
- ان كان ما تقولينه صحيحا فلا يبدو انه اثر فيك . اكاد اقسم انك حاولت جهدك كي لا تصفعيني منذ قليل .
- انت على حق .
نظرت اليه متأمله , وهي تتساءل لما يساورها شعور بأنه يتلاعب بها , ويسخر منها ؟ بدا ليتون كنمر خداع يلهو بفريسته .
- في الواقع مازلت ارفض أي عرض لا علاقة له بالعمل .
فقال بتكاسل :
- الا يمكننا اذن ان نبني علاقة صداقة لمدة اسبوع ؟ اعني انك لن تواجهي مشكلة النساء الاخريات, وستكونين عازلا جيدا بيني وبينهن .
ردت بحزم :
- لا . لا يمكنني ذلك . هل انت مجنون ؟ لا تقل لي انك عاجز عن حماية نفسك , فأنت كبير كفاية .
اضافت جملتها الاخيرة بسخرية . فضجك عاليا وقال :
- لا لست مجنونا... ماذا لو قلت انني قبلت بجوليانا جونز و .... ستعطي وكالتك , عقد عصير كلوفر ؟
راحت فيفيان تحدق فيه بذهول بينما تابع كلامه قائلا :
- سيكون الامر بالغ الاهمية اننا نفكر منذ مدة بعرض انتاجنا من العصير بحلة جديدة من حيث الشكل والملصقات اصحيح انك شريكة في الوكالة؟
- نعم حسنا , بأسهم تعادل 10% فقط ولكن ... ولكن آرائي حول اعلان الشامبو لم تعجبك مما جعل الامور تختلط علي ...
- ربما كانت اعجبتني لو لم أرك .
حدقت فيه مجددا وهو يقول :
- كما ان اعلانكم عن العسل اعجبني جدا لهذا اتصلنا بكم . اعتقد انك لعبت دورا كبيرا في تحضيره .
فردت بتخاذل :
-هذا ... هذا صحيح .
- وانك حصلت على مرتبة الشرف من كلية الفنون ؟
- انت تحفظ دروسك بشكل جيد , يا سيد ديكستر .
- هل تعتبرين فترة اسبوع من وقتك اهم من الربح الذي قد يعود على شركتك ؟
- لكن هذه رشوة صريحة وابتزاز .
- حسنا , انها مسألة اخذ وعطاء ...
فقاطعته :
- لا , كيف لي ان اعرف ما ينتظرني ؟ قد يكون ... قد تكون .. لا ادري ..
- قد اكون ولكنني لست كذلك . دعيني اعطيك مزيدا من التفاصيل . ستتزوج اختي قريبا وفي الاسبوع الذي يسبق العرس تقام عادة حفلات يومية صاخبة . ستكون امي موجودة في المنزل وستقام الحفلات في مزرعة الاسرة لهذا لن تضطري الى البقاء معي على انفراد . كما ان امي من الوجوه البارزة في المجتمع صدقيني .
كانت فيفيان تأكل من دون ان تستمتع بطعامها , فقالت له :
- وهل يقيم الاغنياء اعراسهم بهذا الشكل ؟
- الا يفعل معظمنا هذا ؟
- ليس في مزرعة الاسرة يا سيد ديكستر .
- ستمضين وقتا مسليا يا فيفيان .
- لكننا لا نستطيع الادعاء بأننا مخطوبان من دون ان نثبت ذلك من حين لأخر .
- يسرني ان احترم رغبتك في عدم اظهار عواطف معينه. يمكننا ان ندعي ان الخطبة مازالت غير رسمية .
انهى طعامه ثم ازاح صحنه جانبا فقالت له :
- وماذا عن امك واختك ؟ كيف ستكون ردة فعلهما ان احضرت معك الى المنزل فتاة غريبة حتى وان كانت الخطبة غير رسمية ؟
- امي واختي لا تعارضانني عادة .
تأوهت محبطة :
- اتصور ذلك . ولكن لا بد ان هناك ... ان هناك سببا آخر .
- هذا صحيح . احسست برغبة في الاعلاء من قدري بنظرك .
انهت فيفيان طعامها وشربت جرعة من ماء وكأنها تؤجل النظرفي عيني ليتون الداكنتي الزرقة فقد لامست اعماقها كلماته التي قالها بهدوء , شعرت بتلك القشعريرة الغريبة التي تملكتها مجددا . ما معنى هذا ؟ فهي لاتشعر بالانجذاب الى هذا الرجل , بأي شكل من الاشكال .
واخيرا قالت :
- اذا كان الامر كذلك, فما عيب الطرق التقليدية في جذب الفتيات يا سيد ديكستر ؟ لم لا تعتمدها بدلا من الرشوة ؟
تشابكت نظرات عينيه بنظراتها :
- هناك سببان , فأنا احب التحدي ... واشعر بانك ستكرهين الحركات التقليدية . اما ما قد تفعلينه كي تحسني عملك, فهذا سبب آخر .
اندفعت فيفيان تقول من دون تفكير :
- هل هذه الاتفاقية صادقة وشريفة ؟ جوليانا جونز وعقد لإعلانات عصير كلوفر مقابل اسبوع من وقتي اتظاهر فيه بأنني خطيبتك ؟
فأوما ايجابا فقالت :
- اتفقنا اذن .
*******
وفي الصباح التالي سألها ستان غودمان اقدم شركاء مؤسسة غودمان وشركاه :
- كم عمرك يا فيفيان ؟
- 25 عاما تقريبا .
- الست اكبر من ان تنخدعي بلعبة كهذه ؟
- لم استطع منع نفسي , وفضلا عن ذلك لاحظ العقد الذي حصلت عليه للشركة .
- وماذا سيحصل ان لم تتظاهري بأنك خطيبته وحسب بل انتهى بك الامر الى الوقوع في شباكه ؟
راح يتأملها من خلف نظارتيه .
- لم نأت على ذكر هذا , في الواقع . ولكن ان كنت تعتبر اني عاجزة عن صد رجل ما لمدة اسبوع فأنت تظلمني .
- انه ليس مجرد رجل ما .
هزت كتفيها بضيق وردت :
- لا بأس . هناك الكثير من النساء اللواتي يحمن حوله , لكنني نفرت منه منذ رأيته في الواقع , يجهل ليتون المأزق الذي اوقع نفسه فيه .
اسبل ستان بيديه يائسا , وهو يقول بتضرع :
- ان كنت عاجز عن اقناعك بالعدول عن هذا الامر , فعديني بألا تقومي بأي تصرف احمق .
ترددت فيفيان , فهي تعلم ان ستان سيحافظ على وعده لها , ولا يتحامل عليها فيما لو رفضت عرض ليتون . لكنها تعلم ايضا ان الوكالة بحاجه الى عقد شامبو كلوفر وعصير كلوفر .
كان احد الشركاء القدامى قد انتقل الى شركة اخرى منذ ايام قليلة وحمل معه ايضا بعض العقود المهمة لديهم . لهذا لم تشأ الخروج صفر اليدين من مكتب ليتون في الامس , علما ان ستان يجهل اطلاعها على الورطة التي يعانون منها .
كانت ترى تأثير ماجرى عليه . فقد خسر الكثير من وزنه , وبدا عليه التعب والضعف . ومن جهة اخرى لم تشأ ان يظنها تتجاوز واجبها نحو الوكالة فتزيد بهذا من مشاكله .
لهذا قالت له وقد بدا عليها التفكير العميق :
- ستان , اظن ان الوقت قد حان كي يقوم احدهم بخطوة ما . ولكن ثق بي فسأحاول المستحيل كي لا تخسر صفقة العصير او الشامبو .
- وماذا عن رايان دمبسي ؟
حدقت فيه مدهوشة , لأنها نسيت كل ما يتعلق برايان الذي كان يعمل في الوكالة نفسها .
- لقد انتهت علاقتي به منذ وقت طويل .
رفع ستان حاجبيه فترددت فيفيان ثم قالت لهدوء :
- اعرف ما تظنه تعتقد انه حطم فؤادي ولكن هذا غير صحيح .
حدق فيها ستان البالغ من العمر 50 عاما , وفكر في هذه الفتاة التي توقع نفسها في المشاكل غالبا , ثم تنهد في قرارة نفسه.. فهو يعرف فيفيان منذ نعومة اظافرها , ويشعر انه يعرفها اكثر مما تعرف هي نفسها .
كان ريتشارد فلوري والد فيفيان صديقه المقرب . وعندما ماتت امها , وهي في الـ6 من عمرها , تحطم قلب ابيها ولم يتزوج مرة ثانية .
وبما انه مهندس مدني , فقد اعتاد ان يسافر كثيرا ويصطحب معه في بعض الاحيان ابنته فيفيان , وفي احيان اخرى كانت تبقى في الدرسة الداخلية فأعتاد ستان وزوجته ايزابيل ان يستضيفاها اثناء عطلة نهاية الاسبوع .
ولشدة ما كانت تكره الانفصال عن ابيها الحبيب نشأ في نفسها خوف من الزواج وتحول الاحساس بالخسارة الذ صحب اباها الى قبره
الى خوف من علاقة مع رجل ما , كي لا تفقده في ما بعد . كما ان نمط حياتهما لم يكن يتماشى والعلاقات الاجتماعية , اذ سرعان ما كانا يفترقان عن اصدقائهما وعن الامكنة التي يألفانها .
وعندما بلغت الـ18 توفي ابوها .
اما العلاقة الوحيدة التي ربطت فيفيان برجل . فعززت خوفها من الالتزام الجاد فقد هجرها رايان دمبسي .
ولكن هذا لا يعني انها منطوية على ذاتها تفتقر الى الاصدقاء وانها لم تستغل قدراتها الى اقصى حد بمساعدته هو .
قال ببطء :
- فيفيان هل تعين انك دوما تبعدين الرجال عنك ؟
فأجابت بهدوء وهي تطرف بعينيها :
- انا .. نعم يا ستان واظنني اعرف السبب لنشأتي دور في ذلك .. ابي وما الى ذلك .. ثم رايان ... اشكرك على اهتمامك بي .
ابتلعت ريقها وتنحنحت وقد امتلأت فجأة عزما وتصميما على كسب شركة كلوفر لحساب غودمان هذا الرجل الذي لعب دور البديل لأبيها والذي قادها الى مهنتها هذه .
وتابعت تقول بحذر :
- اظنني افترضت ان الزمن سيحل الامر , وكلي ثقة بأن هذه ما سيحصل. ولكن الامر لا يهمني كثيرا صدقني .
- على أي حال, اكره ان اراك تتألمين من جديد .. وهذا ... هذا لعب بالنار .
- لماذا ؟ ألأنه الرجل الذي يقاوم ؟
لكن ستان لم يجب , بل اكتفى بالنظر اليها مطولا , حتى تحولت هي عنه وبعد لحظات قالت له :
- اظنني افهم ما تعنيه . لو ان الفضول لم يتملكني لما وقعت في هذه الورطة . ولكن الا ترى ؟ لقد اصطادني كما تصطاد السمكة , ولعله يظن انه حصل علي . ولكن هذا غير صحيح , وسيعلم لاحقا السبب .
- متى ستذهبين ؟
- بعد 3 ايام .
واعلمته بموعدها التالي في مكتب ليتون ديكستر ثم اضافت ضاحكة :
- اصبح كل شيء جاهزا لقضاء فترة من المرح والتسلية في مزرعة الاسرة .
ثم قطبت جبينها وقالت :
- آه نسيت ان اسأل عن مكانها .
- يمكنني ان ازودك انا بهذه المعلومات تقع في منطقة هاوكبري وتبلغ مساحتها حوالي 100 فدان . وتضم ملعبا وبحيرة واسطبل خيول ....
اخذت فيفيان تضحك وقالت :
- ستان اذا كنت تحاول ان ترهبني فهناك شيء لاتعلمه عني .. وهو اني احسن لعب الكروكيت فقد تعلمت ذلك في المدرسة فضلا عن كرة المضرب والفروسية .
لكن بعد يومين, لم تعد تشعر بمثل هذه الثقة .
كانت حقيبة ثيابها مفتوحة على سريرها تحيط بها اكوام من الثياب , وقد تسللت اشعة الشمس الغاربة الى شقتها على ضفة نهر بربرسيين كانت تعشق شقتها وتعشق النهر والجسر الذي تطل عليه .
تنهدت وهي تنظر الى الفوضى التي خلفتها على سريرها , ثم سارت نحو النافذة المطلة على هذا الجمال كله . وكانت قد اختارت لهذه الجهة من الشقة اللونين الاخضر والاصفر ...توقفت وهي تفكر اتراها تصرفت بحماقة حين قابلت الاشتراك في هذة اللعبة ؟
تقدمت نحو الاريكة وجلست عليها متكدرة , وراحت تتذكر تحذير ستان . فهو لم يحذرها من نتائج موضوع ليتون وحسب , بل نبهها الى وضعها النفسي ولا سيما انعزالها وانطوائها على نفسها منذ كانت في الـ18 من عمرها .
ولكن هل يعني ذلك انها لم تقابل الرجل المناسب بعد ؟ وماذا عن رايان...؟ حسنا ظنت حينذاك انه هو فتى احلامها واضطرت حين تذكرت كيف تخلت عن حذرها
واعتقدت انها تجاوزت خوفها من الاتباط الجدي وان الوقت قد حان ليتزوجا لكنها اكتشفت بعد ذلك ان الرجل الذي ظنت انهامغرمة به لم يكن يشاطرها الرأي نفسه .
فجل ما كان رايان دميسي يبحث عنه هو المرح والصحبة والاهتمامات المشتركة...نعم , ما كان يربطه بها , ولم يكن يفكر في الزواج . وحين اكتشفت حقيقة مشاعره احست بالألم يعتصر فؤادها .
فكانت هذه التجربة درسا قاسيا لها علمها ان تتوخى الحذر من علاقتها مع ليتون ديكستر, اذا ما تبين انه الرجل غير المناسب لها .
وستحصنها خبرتها هذه ضد أي مشاعر ستخالجها وستدرك عندها انها تلعب بالنار .
ولكن هل يعقل ان يكون الرجل المناسب ؟ فهو يبدو واقعيا بعيدا عن الحل والشاعرية كما قال بنفسه . فقد استخدم الرشوة لإقناعها. ودفعها كل هذا الى مقاومة الشعور الغريب الذي يتملكها إزاء جاذبيته الطاغية .
على أي حال , يمكنها ان تتراجع عن هذا الاتفاق في أي لحظة , لا سيما وقد اوضح لها ستان موقفه ... فهو لم يشأ ان تحضر للوكالة عقد اعلانات عصير كلوفر بأي ثمن او وسيلة . كما ان ليتون ديكستر اعطاها رقم هاتفه كما فعلت هي , وذلك تحسبا لأي طارئ على حد قوله .
لا زال ذلك الرقم في مفكرتها في حقيبة يدها الموضوعه على المنضدة الى جانب الهاتف .
مدت يدها الى الحقيبة واخرجت المفكرة لتقلب صفحاتها وما ان عثرت على الرقم المطلوب حتى رن جرس الهاتف فرفعت السماعة .
- آلو ؟ فيفيان فلوري .
- انا ليتون ديكستر يا فيفيان .
جمدت اوصالها وراحت تتساءل كيف نسيت ذاك العمق في صوته الابح . رطبت شفتيها وهي تجيب :
- آه , مرحبا .
- اتصل بك لأطمئن على اتفاقتنا , الا زلت قائمة ؟ ان فترت حماستك اعلميني حالا .
سكتت للحظات وقد احست بدقق من المشاعر المتضاربة , شعرت بالغيظ اذ بدا صوته عمليا وغير شخصي وسرت القشعريرة في جسمها حين اشار الى فتور حماستها .
- كلا ليتون . اظنك لا تمانع ان ناديتك باسمك ؟ لا , لم تفتر حماستي ماذا عنك انت ؟
لم يجب على سؤالها بل قال :
- حسنا .. اسمعي ! طرأ تغيير طفيف على الخطة . انا اليا في بريسيين وانوي ان استقل الطائرة الى البيت في صباح الغد من نا ليس من كولانغانا . ما رأيك لو تناولنا العشاء معها هذه الليلة ؟ فهكذا يمكنني ان احدثك عن اسرتي , وان اصطحبك معي غدا صباحا الى المطار .
قالت ببطء , وهي تفكر في ان هذا التغيير قد يشكل منفذا جديدا للهرب .
- يبدو هذا .. جيدا . آه لكني لم احزم امتعتي بعد , ما رأيك لو قصدنا مكانا قريبا من بيتي ؟ كضفاف النهر مثلا ؟
- لا بأس .
ذكر لها مطعم تحبه لشرفته المطلة على النهر ثم اضاف :
- في الـ6,30 الى اللقاء واقفل الخط .
نظرت فيفيان مطولا الى السماعة وود لو ترميها ارضا لكنها لم تفعل بل عزمت على معاملة هذا الرجل بالمثل .
شقت طريقها بين جموع الساهرين الذين يستمتعون بجمال الامسية وسحر النهر , توجهت نحو الطاولة التي جلس ليتون إليها .
بدا هذه المرة غاية في الاناقة في بذلته الرمادية وقميصه الابيض وربطة عنقه الكحلية . اما هي فارتدت ملابس بسيطه بنطلون ابيض انيق وكنزة بيضاء ناعمة مطرزة بصفات بحرية تصل الى خصرها الرشيق
وانتعلت حذاء خفيفا وردي اللون .
كان شعرها وكالعاده خصلات مجعده ثائرة كما لم تتزين ولم تضع أي مجوهرات .
اخذ يتأملها وهي تقترب منه . وعندما وصلت الى الطاولة التي اختارها راحا يحدقان في عيني بعضهما البعض للحظات بدت طويلة وشحونة .
لم تر فيفيان في عينيه القاتمتي الزرقة أي تعبير ولك بدا فمه متوترا للغاية. وسورها شعور بأن الماثل امامها نسخة اخرى لليتون .تختلف عن ذاك الساخر الماكر الذي التقته منذ يومين .
كان رجلا يعكس الصورة التقليدية لرئيس شركة كبرى , ولم يكن شخصا يستخف به .
بدا كالنمر الطليق وابعد ما يكون عن المزاج العابث . اخذتها افكارها هذه الى عالم من الاحلام , فأحست باضطراب شديد . ولكن لسبب أخر ....
لاذت بالصمت فيما راحا يتبادلان نظرات مشحونة ثم تململت بقلق وقد شعرت بنظراته الخبيرة تقيمها من جديد لكنها عجزت عن قطع هذا التواصل بينهما وعن غض طرفها بل شدتها نظرة عينيه الزرقاوين اليها .
لكنه قام بالمبادرة اذ وقف وابتسم لها ابتسامة متكلفة وسحب الكرسي لتجلس عليه :
- يبدو وكانك بدأت عطلتك , يا فيفيان .
فردت وهي تجلس :
- شكرا على عكسك انت .
- كنت مشغولا للغاية اليوم , غدا سأرتاح .
اشار الى النادل ثم ناولها قائمة الطعام فختارت طبقا من القريدس وسلطة يونانية وحذا هو حذوها وعندما ابتعد النادل اخرج من جيبه علبة مخملية وضعها امامها .
فرفعت عينيها العسليتين الة وجهه وقالت ساخرة :
- لا اظنه ... خاتم خطبة ؟
- انه خاتم من نوع اخر .
جاهدت فيفيان لتكبح غضبها الصارم وامسكت بالعلبة لتفتحها رأت خاتما من ابلاتين مرصعا بماسات صغيرة وفي وسطه ماسه مربعة الشكل وردية اللون لم تكن هذه الماسه كبيرة لكنها اذلتها بلونها الاخاذ واشعاعها الرائع .
- حسنا انه جميل ياليتون . ولكن بما ان الخطبة غير رسمية سأضعه في يدي اليمنى .
كان الخاتم ضيقا بعض الشيء على اصبعها فأدركت انه سيناسب يدها اليسرى تماما .
- كيف عرفت مقاس اصبعي ؟
- ذكرت للصائغ مقاس حذائك ويبدو ان هذا الامر ساعده لكني افضل ان تضعيه في يدك اليسرى .
- اما ان تدعه في اليمنى واما ان تأخذه يا سيد ديكستر .
- اتوفرين يدك اليسرى لخطبة حقيقية .
- نعم .
- وهل تقدم احدهم لخطبتك يا فيفيان ؟
رفعت حاجبيها وقالت :
- اتعني هل عرض علي احدهم الزواج ؟ لا . ولكن هذا لا يعني ان الامر لن يحدث . ماذا عنك انت ؟ هل فكرت في الزواج جديا , ياليتون ؟
- لا , ولكن هذا لا يعني انني لم اتلق بعض ... الاقتراحات .
هزت كتفيها وردت :
- هذا مؤسف . اعني الا تعلم ما اذا كن يردنك انت ام مالك ؟ ما تحتاجه حقا هو ان تقع في غرام فتاه ثرية فاذا لم تكن ثروتك هي الحافز يمكنك حينذاك اذا ما فشلت ان تبحث عن العلة في شخصك .
- مثل ماذا ؟
وصل العصير في هذه اللحظة من الحديث فتحول انتباه فيفيان في الحال ثم قالت :
- متحفظ , انيق نسبيا . انما فاتر للغاية ارجو الا يزعجك رأيي هذا .
طرف ليتون ديكستر بخفيه وسألها :
- ما الذي يعجبك في الرجال يا فيفيان ؟
وحملقت فيه ثم ارتسم المرح في عينيها اسدلت اهدابها وهي تجيب :
- الجريء المفعم بالحيوية . افضل الشاب من اصل لاتيني , لا سيما ان كان شعره طويلا .. ولا مانع عندي من ان يضع في اذنه قرطا غريب الشكل واتمنى ان يجيد الطهي . كما احبه راقصا ماهرا لأنني اعشق الرقص كما يمكن ان اقضي وقتا ممتعا مع شاب يميل الى ارتداء الملابس الملونه الغريبة .
بقي صامتا وعندما رفعت نظرها اليه لاحظت نظراته الساخرة عندها قال :
- ظننتك تتحدثين عن الورقة الملصقة على زجاجة عصير كلوفر يا فيفيان ؟
فضحكت واجابت :
- كنت افعل .. أسفة ... لم اشأ تضييع الفرصة ولكن لا تنبذ الشبان اللاتينين بشكل آلي ياليتون , لنهم المفضلون عندي من بين الرجال , بالمناسبة , عندي افكار جديدة لملصقات اعلان العصير , اتحب ان تراها ؟
أوما بالايجاب فأخذت تفتش في حيقيبتها , وبعد لحظات رفع رأسه قائلا:
- ها قد استعدت شخصيتك الحقيقية يا فيفيان فلوري