الرجال من المريخ والنساء من الزهرة !!!!

الكتاب قديم ومعروف عالميا للكاتب والطبيب الأمريكي " جون غراي " سنة 1992. أعتقد أن الكثير منكم قرأ عنه, وقد أحببت نقل ملخص سريع عنه كونه ممتع ومفيد للغاية في معرفة أسباب نشوء المشاكل بين آدم وحواء:

• يتناول الكاتب حقيقة الاختلاف الكبير بين الرجل والمرأة وكأن كل منهما قدم من كوكب مختلف, ثم يلتقيان على كوكب ثالث هو الأرض حيث تبدأ المشاكل لاعتقاد كل منهما أنه يتوجب على شريكه أن يتفهمه ويقدر أحاسيسه لأنه يعتقد أنه يفكر مثله !

• ويبين طبيعة المرأة في عدم التوقف عن تقديم النصح والتوجيهات التي تجرح الرجل الذي يحتاج منها التقبل والحب لا النصح والإرشاد, بينما طبيعة الرجل في تقديم الحلول القاطعة يزعج المرأة التي تريد منه تفهم مشاكلها ومشاعرها لا تقديم الحلول ! ... كلاهما (يتصور) أنه يساعد الآخر إلا أن الفجوة تزداد بينهما.

• أحد أكبر الفروق بينهما, أن الرجل يحتاج إلى الجلوس لوحده والغرق في مشاكله فيدخل إلى كهفه ولا يخرج منه حتى يجد حلا بنفسه, بينهما المرأة تحتاج أن يشاركها شخص ما مشاكلها بمجرد الحديث عن تلك المشاكل (الفضفضة)..... تصوروا الآن عندما يجتمع الرجل وزوجته آخر النهار وكل منهما مثقل بالمشاكل والهموم, فكيف لها أن تحل إذا كانت طريقة الرجل بالحل هي الانزواء, بينما طريقة المرأة بالحل هي بالتقرب والمشاركة؟ عندما ينزوي الرجل تعتقد المرآة أنه يتجاهل مشاعرها ومشاكلها مما يزيد من تذمرها, فإذا أراد مساعدتها على طريقة (الرجال) فسيتركها تنزوي لتجد حلا أو يسرع بتقديم النصائح والحلول وفي كلا الحالتين لا يشبع غريزتها في الاستماع والتعاطف والتحبب إليها مما يزيد المشكلة, وعندما تفضفض المرآة فإنها تثقل رأس الرجل المثقل أصلا بالمشاكل مما يزيد من انزوائه, فإذا أرادت مساعدته على طريقة (النساء) فإنا ستمطره بالنصائح وبالشعور بالقلق على حالته مما يسبب له الشعور بأنه غير قادر على حل مشاكله بنفسه وبأنه لا يستطيع الإمساك بزمام الأمور ويشعر أنه غير محل ثقة وهذا يزيد المشكلة.

• ولذلك وفي خضم المشاكل اليومية التي تصيب الزوجين, يتوجب على المرآة أن تتدرب على أن لا تنتقد ولا تقدم نصائح للرجل إلا إذا طلب هو منها ذلك, كذلك على الرجل أن يتدرب على أن ينصت لزوجته دون تقديم أي حلول, فقط يستمع وهي ستقدر ذلك فوق ما يتصور هو...

• ومن أكبر المشاكل أيضا: استخدام اللغة !! فالرجل يستخدمها لنقل الحقائق المجردة, بينما المرأة تستخدمها لنقل المشاعر والأحاسيس. فعندما تقول المرأة للرجل (أنت لا تنصت إلى) فإن ذلك يعني بلغة الرجال (صوتي لم يصل لأذنيك), بينما يعني ذلك بلغة النساء ( انت لا تتفهم مشاعري وأريدك أن تكون أكثر اهتماما بما أقول).

• الدورة العاطفية للرجل تشبه (شريط المطاط): فإذا أحب رجل امرأة فلا بد له ن فترات تقرب وابتعاد, وهذه دورة طبيعية لا يد له فيها, فهو يتأرجح باستمرار بين حاجته للاستقلال وحاجته للعلاقة الحميمة. لذلك لا يجب على المحبوبة أن تنصدم أحيانا عندما يبتعد عنها حبيبها لفترة بعدما اظهر لها أنه غارق بحبها.... بينما تشبه الدورة العاطفية للمرآة بـ (الموجة) ترتفع بتقدير الرجل لها, ولا بد للارتفاع من انخفاض تالى. وهذه الدورة العاطفية لا يشترط أن تلازم دورتها الشهرية.

• متى يفشل الحب؟ كل منهما يقدم الحب الذي يحتاجه هو, مما يؤدي للفشل, فمثلا المرأة تحتاج للرعاية فتقدمها للرجل الذي تحب والذي بدوره لا يحتاج لتلك الرعاية بل يحتاج أن يشعر (أن حبيبته تحتاج إليه) وعندها فقط سيشعر برجولته فيغدق عليها من الحب, وعندها فقط ينمو ذلك الحب..

• ودائما لتفادي المشاكل يجب اتخاذ منهج الحوار بدلا من الجدال انطلاقا من تفهم فكرة كون الرجل والمرأة مختلفين. ومن أنجع الطرق التي تفيد حينما لا يفيد الحوار هي بكتابة رسالة للطرف الآخر, هذه الطريقة تتيح نقل المعلومة للطرف الآخر دون تجريج غير مقصود, ذلك التجريج الذي قد ينتقل عند نقل نفس المعلومة مشافهة, قد تؤدي هذه الرسالة كامل المهمة دون الحاجة للكلام بعد ذلك , أو على الأقل ترفع معنويات كاتبها بمجرد التعبير عن مشاعره..... وينصح عند كتاب الرسالة بالتدرج في كتابتها بادئا بمشاعر الغضب (الأكثر سوءا) متدرجا لمشاعر الحزن والخوف (بالوسط) ثم الأسف وإظهار الحب (الأكثر إيجابية).