حب علي نار هادئة

عش العصفور


كانا يتجولان في احدي شوارع احدي الضواحي الثرية ممسكا بيديها وكأنه يخشي أن تخطفها أضواء المدنية والثراء الفاحش

كان دائما يراقب عيناها و ردود أفعالها لما تراه

أخذها وتجول في منطقة تكثر بها القصور ثم تخير قصرا وكانه أحد قصور مهراجات الهند ثم وقف متعمدا ومتعللا انه يبحث عن حافظة نقوده

استرعي نظره اتساع عيناها اعجابا بهذا القصر

لم يعطها فرصة لكي تتكلم

فسألها


هل تتمني أن تسكني قصرا مثل هذا


التفتت اليه بكاملها و ضغطت علي يده متفهمة لكل حرف نطقه


حبيبي

عش عصفور يحوطني أنا وأنت خير وأحب الي من ألف قصر مثل هذا ليس فيه ظلك او أشعر فيه بتردد أنفاسك



ابتسم ولم يتكلم


ثم رفع يدها وطبع قبلة خفيفة عليها وأكملا سيرهما

لم يلاحظا ان هناك وفي احدي شرفات القصر امرأة علي كرسي متحرك تلاحظ المارين وأؤلئك المعجبين الذين يتعمدون المرور أمام القصر كي يمتعوا أنظارهم به

وكأنها تخبرهم أن مرورهم علي أقدامهم امام القصر خير من أن تقطنه ولا تستطيع أن تتجول فيه


2
في عيدك يا عمري


اليوم هو الذكري الأولي لزواجهما قامت مبكرا كعادتها لتجهز له افطاره وتهيء له ملابسه .
ثم جلسا ليتناولا افطارهما , تجاذبا بعضا من اطراف الحديث والقيا بعضا من النكات التي لا يضحك عليها سواهما .
أنهي الزوج افطاره سريعا كعادته ثم أخذ كوب الشاي المحلي بملعقة واحدة من السكر وجلس علي الأريكة المقابلة لغرفة نومهما في حين انشغلت الزوجة برفع "صينية الإفطار " من علي الأرض.
بدأ يراقبها وهي تذهب يمينا ويسارا ورجع بذهنه الي الوراء ثلاثة عشر عاما منذ أول يوم صارحها فيه أنه يرغب فيها زوجة .
تساءل هل تذكر ان اليوم هو الذكري الأولي لزواجهما ام انها أصبحت مشغولة بجنينها الذي يسبب لها بعضا من المتاعب كباقي النساء في أول أيام الحمل .
ساعدته في ارتداء ملابسه ولم تنسي أن تعطره بعطره الذي تعشق عبيره
وكبروتوكول يومي لم ينسياه , قبلها ثم خرج وظلت تراقبه حتي اغلق المصعد .
هبط من شقته التي في الطابق الخامس و كانت لا تزال تراقبه من أعلي كعادتها حتي اختفي عن نظرها ولم ينسي أن يرفع يده ملوحا لها قل أن ينعطف يمينا

استقل الباص ثم وضع يده في جيبه ليدفع للسائق ثمن التذكرة وكعادته نسي اين وضع نقوده فبدأ يبحث عنها في ملابسه.
وجد ورقة في جيب سترته اعادها مرة اخري ولا يعلم ما هي ثم وجد النقود فأعطاها للسائق.
جلس في اخر مقعد كعادته وظل يفكر
يا تري ماذا أهديها اليوم
تذكر الورقة التي وجدها في جيبه
أخرجها بسرعة

ليجد فيها


في يوم عيدنا يا عمري لك مني حبي و وردي
ما في غيرك قدر يمشي بأرضي او يخترق سدي
كنت قبلك في ليل و معاك يا عمري ظهر فجري
ما في غيرك يشاغلني ولا أرضي اغضبك مني
فاكر اول ليالينا لما كنت بين صدري ونحري
اااه ياسيدي تري اشتاقلك وانت في يدي
فكر كيف نحتفل بعيدنا ولا تبي تقضيها ودي
نبي ماتش رسمي و وقت اضافي و هدف ذهبي
تري انا اكتب خليجي مثل ما تحب يا أحلي قدري
و اكتب بعد الشعر مثلك ,عجبتك ولا أروح ابكي لأمي

توقيع

من علمتها الحب





ضحك ضحكة شديدة ارتج لها الباص حتي اضطر السائق أن يقف بالباص ونظر اليه الناس وكأنه مجنون

هبط من الباص مسرعا وهو يعلم أين يذهب




3

أنت عمري

تساءل كثيرا ماذا تعشق النساء ؟ الملابس ام الذهب ام التنزه ام غير هذا

استقر رأيه علي هدية تقليدية كباقي الرجال

ذهب الي اقرب صائغ ثم تخير خاتما صغيرا بقدر ما يدخره من مال ثم ذهب الي محل الإكسسوار كي يجهز له غلاف أنيق يليق بالخاتم كهدية

رجع مسرعا ثم طرق الباب كما تعود أن يفعل
فتحت له الباب وابتسمت ثم تصنعت عدم الفهم ورفعت حاجبها الأيسر متسائلة
حبيبي ما جاء بك مممممم هل نسيت بعض أوراقك كعادتك ؟
اطلق ضحكة صغيرة تشبه الإبتسامة ثم اقترب منها و أخرج مكعبا صغيرا مغلف بطريقة أنيقة

كل سنة وأنتٍ طيبة يا أجمل من عرفت

لا شك أن النساء يسعدن كثيرا بكلمات الإطراء التي تذكرهن بأيامهن الخوالي قبل الزواج ولكن في مثل هذا الوقت كان البكاء مستغربا جدا من الزوجة

بادر الزوج باحتضانها

بكاء وهل هذا وقت بكاء

قالت وهي تحاول ان تكفكف دموعها "أشد ما أخشاه أن تبتعد عني أو أن يوجد شيء في حياتك يجعل منك شخص اخر غير الذي عرفته"
قال مغيرا مسار الكلام
انظري انظري الي هذا
بدأت بفتح المكعب وهي تقول مازحة
"ألم يكن بمقدورك أن تفتحها قبل أن تأتي بها أم أنك تريد أن تعذبني بفتحها"

ثم اخرجت الخاتم وقالت

ما شاء الله ما اجمله من خاتم

وضعته في بنصر يدها اليمني ثم حركت يدها أمامه ثم ارتمت بين ذراعيه و قالت
أن تهتم بي و تشعرني أني أشغل حيزا من تفكيرك لهو أحب الي من ذهب الدنيا "ربنا يخليك لي يا أحلي حاجة في حياتي"

ثم تراجعت و رفعت الخاتم قبالة عينيها ثم تساءلت

هل تدري أفضل ما في هذا الخاتم

و نظرت اليه ثم أجابت مسرعة قبل أن تعطيه فرصة الإجابة

أهم ما فيه يا عمري أنه منك

ثم اخفقت برأسها وادارت ظهرها اليه ثم قالت " لم تعطني رأيك في الشعر "


استلقي علي الأريكة ثم بدأ بالضحك